الثلاثاء، 19 مارس 2013

كارمن ( قصة قصيرة )


تصدعت زوايا قلبى بالحب .. وليتنى ما احببت بهذه الطريقه .

لا ادرى ماذا اقول حقا .. لا احد سيصدقنى عندما اطرح مشكلتى .. ليست عندى القدره لاعلان مشكلتى لاحد .. باختصار هى مشكله لا ادرى ان كان هناك احد قادر على فهمها .. احد سيشعر بما كنت اشعر به .. ام انا وحدى الذى يعانى من ذلك ؟

انا احبها حب يفوق كل احتمالات الخيال .. انى لا اعشقها وحسب بل انى اذوب بها تمام الذوبان .. وهى ايضا تحبنى كثيرا .. لكن عندما اخذت قرارها كانت محقه .. كلكم محقون .. الا انا كنت الوحيد المخطىء .

هل تتخيلون كيف يصل الحب الى حد الكمال ؟ .. يصل الى حد التنزيه والتعبد ..هو حب ليس بالمعنى المقصود والبديهى انه ليس حب رجل لانثى فقط .. انما هو حب انسان لبحر عذب كبير .. او جبل شاهق ساحر .. او عصفور جميل الالوان مغرد .. كحب السماء الزرقاء الصافيه .. كحب الارض النابته بالخير .. هكذا كان حبى لكارمن .. والذى لم تكن تتقبله على نحو ما .

كارمن .. حبيبتى .. قطعة منتزعة من السماء فى وقت اشراقها .. مزينة بتغريدة عصفور شقي على اغصان شجرة الياسمين .. رقيقة .. هشة .. كان جمالها ابعد من احلم بأيناله .. رأيتها بطريقة مختلفة ليس كما ارى يوميا عشرات النساء او كما يراها الرجال .. لا احد مثلى شغله ذلك السحر الكامن فى اعماق عينيها .. يكاد صوتها لا يلامس طبلة اذنى .. بل الادق انه يلامس طبلة قلبى .. فحينما تتكلم لا اسمعها .. بل اسمع صوت الدهشة .

بدأ ذلك منذ فتره وفى تلك الليله الرائعه التى لم يفسدها سوى ما حدث .. كنا وحدنا بالغرفه بعد يوم ملىء بالحب والجمال .. كانت ترتدى فستانا رائعا .. ابيض هادىء مطرز بترتر رقيق كالنجوم .. وشعرها الذهبى منسدل برقه على كتفيها .. عيناها تداعبنى على استحياء .. ما اجمل وجهك الملائكى يا كارمن .. كنت امامها كأنسان يتعبد .. وقفت مستغرقا امام جمالك وروحى تصعد وتهبط مع دقات قلبى .. شعرت انك مدهوشه ومرتابه ومتوتره قليلا ... ماذا تنتظرين منى الان يا كارمن ؟ ما الذى كنتى تتوقعينه ان يحدث ؟ .. لا .. لا ياكارمن .. انا لا استطيع فعل ذلك معك ابدا .

ستظنون اننى ابالغ كثيرا واحلم كثيرا .. لكن هذا هو ما حدث بالفعل .. كيف وصل حبى لها لهذه الدرجه التى جعلتنى اعاملها كملاك سماوى او قطعه من نور .. شعرت فجأه انى ارتدى ثوب الرهبنه معها .. ومعها فقط .. لذلك هى كانت محقه فعلا حينما قررت ان تفارقنى وتنسانى للابد .. فالحب ليس فقط حب روح لروح وقلب لقلب وعقل لعقل .. بل انه ايضا حب جسد لجسد .. لكن فجأه احسست معها بوجوب كل انواع الحب عدا الحب الاخير هذا .. وهذا ما لم تفهمه كارمن بالطبع .

كيف لى ان اعبث بجسد هذا الملاك ؟ كيف لى ان اخترق انسجته وألوثه ؟ حتى وان كانت راضيه وتحب وتتشوق منى ذلك .. لا استطيع ان افعل ذلك يا كارمن .. دمعت عيناها وبكت بحرقه وشعرت بقلبها يتمزق بالبكاء .. انا لست كما تظنين يا كارمن .. انا مكتمل الرجوله لكن لا اعرف كيف وصل بى حبك لهذا التطرف فى الحب .. الحب المنزه عن الالتقاء الجسدى .. لا اتخيلك يا كارمن كبقيه النساء .. لم اتخيلك يوما عاريه الجسد امامى او انظر لتفاصيل جسدك بأشتهاء .. لم اكن معك كذلك ابدا يا كارمن .

  رجل اخر غيرى فى موضعى هذا لكان احالها لمجرد فتاة جميلة يمر على جسدها مرور الكرام .. يطارحها الفراش ويرحل غير عابىء بما فعله فى هذا الملاك البرىء الطاهر .. شعورى نحوها بالطهارة الخالصة احالنى الى راهب تجلت امامه كقطعة نور .. قطعة ذهب سقطت ككنز على رأسى .. احسست بأننى كأدم امام الشجرة العظيمة .. لكنى لن اخطىء مثلما اخطأ ادم واخذ التفاحة الشهية .. لن اخطىء يا كارمن فتمتد يدى لثمارك البهية .. فهيئة ملائكية بهذا النقاء لا يليق بها افعال بذيئة . لقد خشيت من حبها وارتضيت الفرار منها .. ورثت عنها جرحى الذى لا اعتقد ان تكون للايام قدرة على تطبيبه .. فجرح كارمن غير قابل للاندمال ابدا .

اذهبى وغادرى محيط مكانى وزمانى يا كارمن .. اكثر ما يؤلمنى هى دموعك المتناثره من حولى .. والتى تركتينها لتبقى اخر مشهد لك .. انا اسف ..اذهبى لمن يحبك حب طبيعى يا كارمن .. لمن ينظر لك كأنثى جميلة الجسد وبأمكانه ان يرتشف منه كيفما شاء ..اما انا فسأعود الى عالمى .. واعود الى نساء تقليدية امارس معهن فن الحب كما كنت افعل من قبل .. واتمنى ان احب بشكل طبيعى كما اتمنى ان لا تظهر كارمن اخرى فى حياتى .. وداعا ملاكى .. وداعا كارمن .

                      تمت ...
14/3/2013

السادسه صباحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق