الأحد، 16 ديسمبر 2012

لماذا يا هاله ؟!


هل تسمعون كيف كان قيس هائما بليلته

والموت دونها كان الخيار

هل تعلمون كم تلتصق المونه بالجدار

هل تدركون حياه الاسماك خارج الانهار

هل تعرفون مدى ارتباط الافلاك بالاقمار

ان كنتم فعلا تعلمون

ان كنتم فعلا تدركون

ان كنتم فعلا تفهمون

ستشعرون ..

ان عشقى لها يمتد لاخر العمر

ان اكتملت الاعمار

حبى ممتد

لما بين الجنه والنار

احببنا بلا اتفاق او موعد

عشقنا بلا وعى او مرشد

كنا اشبه بالأله الى الأله

هل تعرفونها ..

انها الجميله .. هاله ...

كان ذلك منذ فتره

منذ ان غيرت بأيديها

خطه الاقدار

منذ ان احضرت فأس الفرقه

واهدمت الجدار

فلم يعد بيدى وقتها اى اختيار ...

هى التى كانت معشوقتى

كانت اجمل من اجمل الازهار

هى التى احببتها حتى الثماله

هل تعرفونها

انها الرخيصه .. هاله ...

كان لابد ان انتبه الى غضب السماء

رعد وبرق .. ثلج ونار

وبالداخل هاله تستحضر الاجواء

فكان كأس .. بثلج وعار

صاعقه اخرى لطمتنى

عيناها لما رأتنى .. كانتا تعتذران

أتظنين يا هاله اقبل الاعذار ؟

اقبل تلك الاعذار

جروح اضحت بمثابه تذكار

جروح تشقنى كقرون غزاله

أتعلمون ممن ؟

تذكار من هاله ...

كيف احرر جسدك

من غصب الغرباء

ان كان حقا غصب

او حتى سلب

لكنه .. فى الحقيقه .. عطاء

فكيف احاسب الغرباء ...

اخطأتى يا هاله ولم تكن خطيئتى

من اللحظه ذبلت وردتى

وماتت طفلتى

من اللحظه يا هاله 

لم تعدى طفلتى

فلا طفله فى مهد الربيع

ترتكب خطأ ذريع .. فظيع

فعلتك اكبر من افعال طفله

خيانتك اكبر من خيانه طفله

كذبك فى دنياى يا هاله

هو اكبر كذبه ...

الى كل المحبين والعشاق

الى كل مشتاقه او مشتاق

احذروا شبح هاله

ان يتكرر معكم

ولو وثقتوا بهن تمام الثقه

تكونوا قد اخطأتم

فأنا احببت كما احببتم

وثقت كما وثقتم

لكن الان كرهت الحب

فكلهن من نفس السلاله

فكلهن هاله

كلهن هاله
....

الشاعر/ خالد عيد

9/12/2012 السادسه صباحا

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

العصفور ( قصة قصيرة )

العصفور


                                                                                  (1)
بدأت عيناه تتفتح, مع تصاعد دقات المنبه, امتدت يده لتغلقه .. وقعت عيناه على عقارب المنبه, حيث توقفت خطواتها البطيئة على السابعة. نهض "سامى" من فراشه , قاصدا الشرفة, فأول ما يفعله "سامى" عندما يستيقظ, يتجه الى الشرفة ليلقى تحيه الصباح على الحياه.

بمجرد ان ازاح الستار انسابت اضواء الشمس الرقيقة فى هذا الوقت من الصباح, لتكشف عن معالم الكون المستيقظ وتنشر بريقها ودفئها على كل من يقدم على الصباح متافئلا .. ومن ضمنهم "سامى".

وقف فى منتصف الشرفة, واغمض عينيه, وافترشت ذراعيه مجالس الهواء, حيث مددها بالعرض فى امتطاء واشراق, وكأنه يحتضن العالم بذراعيه فى اقبال تام على الحياة.

بعد ان قام "سامى" باعداد قهوته بنفسه, جلس ليرتشفها فى شرفته, وكانت الشمس قد فرشت اجنحة الضوء والبريق على اجواء العالم كله, فبدا فنجان القهوة على المنضدة لامعا , حيث اسقطت الشمس بريقها عليه, وكأنها تشارك "سامى" فى قهوته. بينما اخذ يرتشف قهوته متأملا كل ما حوله من جمال, بدا صوت تلاحم اطارات السيارات المارة على الاسفلت , ليصدر نوعا من الضجيج لدى "سامى". بدت ابتسامة على وجهه عندما تتابعت على مسامعه موجات الرنين الهادىء التى تصدرها العصافير على الشجر امامه والتى كان يعشقها , فقد اعتاد "سامى" ان يسمع هذا النوع من الطرب الخاص كل صباح, وكان صوت زقزقه العصافير على الشجرة المجاورة لمنزل "سامى" محببا اليه, حتى انها اصبحت جزءا من طقوس الصباح لديه , حتى انه كان يتلاشى بها ضجيج السيارات المارة امام منزله, حتى تكاد اصواتها لا تصل اليه .. كانت العصافير تعتاد زيارته كل صباح حتى باتوا كأنهم ينتظرونه ..فيطربوه بعزفهم الخاص كل صباح مع طلته وخروجه الى الشرفة .. ومن جانبه كان سامى بدوره يرد التحية اليهم .. كانوا اشبه برفاقه بمعنى الكلمة .

                                                                                    (2)
"الله اكبر .. الله اكبر ", بدأت ترانيم التكبيرات فى صوت المأذن, يتردد صوتها فى انحاء المنطقة, فى جو روحانى خاص بصلاة الفجر, ويبدو ان جفون سامى قد اطاعت الطلب ولبت النداء, حيث تفتحت
ولم تستسلم للنوم, وافاق من غفوته , ينوى الصلاة.

استقرت رأس سامى على الوسادة, استعدادا للنوم, لكن, ترفض اجفانه ان تغلق جناحا رموشها على عينيه, ويحاول سامى جاهدا ان يغير من وضعيته املا فى الاستسلام للنوم والاحلام, ويحاول, ويحاول,
حتى استقر جسده يائسا من تكرار المحاولات, تعلق بصره
على عقارب المنبه امامه, فأعلنت عن الساعة السادسة بالتمام . لم يجد من الاختيارات الكثير , فعقد عزمه على النهوض, وبداية ممارسة طقوسه اليومية مبكرا لهذا اليوم .

التقط سامى هاتفه, ودس السماعات فى اذنه, حتى يستمتع ببعض الموسيقى الهادئة التى يعتاد ان يسمعها, فيلهى نفسه بها عن انتظاره لنضج قهوته, التى تتصارع حبيباتها مع النيران. بدأ "سامى" فى تشغيل الموسيقى على هاتفه, ويحول بصره للقهوة امامه من حين لأخر, انتزعته تلك المقطوعة الحزينة التى تسللت عن طريق الاسلاك
من الهاتف حتى وصلت لطبول اذنه وجعلتها ترتجف, "يبدو اننى اخطأت وقمت بتشغيل المقطوعات الحزينة بدلا من مجموعة المقطوعات الهادئة", بهذه الجملة برر سامى لنفسه ماحدث, وبدأ بتعديل مساره فى تشغيل الموسيقى و... تلك الصوت الناتج عن اختلاط الماء بالنار نبهه فورا, ان قهوته قد اندفعت للأعلى وسقطت لتنتقم من لهيب
النيران اسفلها بعد ان وصلت لدرجة تفوق احتمالها من الغليان, سارع "سامى" باطفاء النار وانقاذ ما تبقى لة من القهوة, وقد بدا على "سامى" نوعا من الضيق, وحاول ان يتجاوزه ويبدأ _ على الرغم من المضايقات _ يومه سعيدا كما اعتاد ان يكون دوما.

وقف "سامى" فى شرفته يحاول الاستمتاع الهواء, الذى يبدو انه شحيحا نوعا ما, فنظر من حوله يستطلع اجواء الكون فى هذا الصباح الجديد, الكون يبدو ساكنا, والشمس باهته, مختبئه, فيبدو ضوئها متعب, مريض, لا يقوى على ان يومض وجه "سامى" الشاحب, فأنعكس هذا المشهد كله بدوره على لارض, التى كانت شبه بائسة, هزيلة. فلا معالم للشروق فى هذا الصباح. وقد بدا هذا كله يترك انطباعا واضحا لدى "سامى", حيث علا وجهه دهشة مغموسة بالضيق, من منظر هذا الكون اليوم, الذى لم يكن ليألفه ابدا فى الصباح.

مازال "سامى" واقفا يتابع الكون من حوله, منتظرا حدوث اى تغيرات, لكن بلا جدوى, ومازاد من ادهاشته وحيرته, ان تسربت الى اذنيه بعض الاصوات الصادرة من الشجرة, فأنتبه الى صوت العصافير على اغصانها, لكنها, لم تكن تغنى, ولا تزقزق, فقط كانت تصدر اصواتا خافتة اشبه بالنحيب, مما زاد هذا فى نفس "سامى" من الضيق حتى امتلأ, وادرك انه لابد من المغادرة الى عمله, وترك الكون وشأنه, فهذا الصباح ليس له.

بدأ "سامى" فى ارتداء ملابسه, وتناول حقيبته, واستعد للذهاب الى العمل, وبينما هو يسير فى طرقات المنزل قاصدا الباب, وقعت عيناه للحظة على نتيجة العام المعلقة بجوار الباب, واتسعت عيناه من الدهشة عندما رأى اليوم المدون فى النتيجة, هو يوم الجمعة, مما يعنى انه اليوم فى اجازة من العمل. وبينما "سامى" يطلق تنهيدة مستنفرة, مستنكرة, حملت كل مضايقات ومفارقات اليوم, انتبه فجأه لصوت ارتطام خفيف فى الشارع, فبالرغم من هدوء الصوت وعدم
شدته, الا انه سمعه بوضوح, نظرا لاجواء الكون الساكن, فأسرع "سامى" الى الشرفة, ووقف ينظرالى الشارع, فتعلق بصره فى مكان اسفل الشجرة, حيث رأى عصفورا تفترش جناحاه الارض, فاقدا للروح, وبدا على سامى نظرة استعطاف وأسى,فأنتبه لأصوات صادرة, فأدار بصره لأعلى الشجرة, ليسمع اصوات العصافير مازالت ترنو, والنحيب يزداد.. ويزداد

&&& &&& &&&
بقلم/خالد عيد

أحلام


كتبت الشعر على الرمال

وبماء الموج كونت الخيال

ونظرت حولى فلا من مجيب

ولا بمن يسأل ولو سؤال

تراكمت الاحلام حتى صنعت حياة

وحياتى كانت من العذاب تلال

الحلم بدا كطائرا طليقا

وصاحبه مقيدا بالحبال

العالم بأسره يطوف من حولى

هم فى الجنوب وانا فى الشمال

من حولى الافئده تغنى

وفؤادى رمادا بعد اشتعال

لا اعبأ بتنبؤ الايام

ولا اردد بما على لسان القدر يقال

أحيا بعقلى .. أحيا بقلبى .. أحيا بحبى

أحيا بكل الاشكال

فلا الايام تشكلنى

ولا الاقدار تصنعنى

فأنا لا انظر للوراء لقديم الامثال

الحياة حياتى والحلم حلمى

لى ان اعيشهما منطلقا بحرية

كطير يحلق .. كبحر بلا شلال

لا ألهث وراء ممن يحتمون باليأس

فالحلم لى كنز ولهم الحلم اذلال

فنحن فى احلامنا سلاطين وامراء

وهم فى نطاق الحلم أشبال

قلبى لا يغلبه اليأس

ولا يرضيه الكوب بغير اكتمال

سأظل ألاحق احلامى

ألتصق بها كما الصلصال

والقلم ابدا لا يصدأ

والاوراق لا تذبل

ولا الافكار تغتال

حلمى سيحيا ويبقى للابد

ويموت لأجله كل محال


    
                                                ***      ***      ***

خالد عيد ,,,