الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دليل صديقى الملحد على وجود رب !



الملحدون ثلاثة أنواع؛ النوع الاول: قرر أن يلحد بأعتباره مثقفا يلتهم الكتب التهاما, ويتفاخر بعقله الذى يقدسه تمام التقديس امتثالا فى ذلك للمفكرين المشاهير الذى يقرأ كتبهم فيتخذهم قدوة فى العقل والتفكر, فيلحد لأنه يشعر بأنه عظيما مختلفا مثلهم، والنوع الثانى: يلحد لأن عطبا ما قد أصاب عقله, نتيجة للتخبط والتشوش الشديين حينما يقرأ أو يشاهد هنا أو هناك أشياءا تهز معتقداته فضلا عن ايمانه الضعيف أصلا, فيجد الاسئلة تحاوطه من كل اتجاة دون ان يعرف لها إجابة قط .. أما النوع الثالث: فيقرر أن يلحد كى ( يريح دماغه ) ويسقط عنه كل العبادات والالتزامات والتكليفات بكل سهولة, فيتحرر من قواعد الثواب والعقاب, فيجد الالحاد مسلكا مقبولا له.


لذلك فلم اندهش , ولم اغضب , ولم انفعل , حينما عرفت ان صديقى قد ألحد ! , هوة الألحاد العميقة والعقيمة لا تتسع لعقله تماما , وبما انه قارىء جيد وغارقا فى الكتب لأذنيه , فقد رجحت انه من النوع الاول فتلسمت خيط الحديث معه , وسرعان ما انسال تماما .


قلت له مداعبا : ان لم تكن تؤمن بالرب , فبماذا تؤمن اذن يا صديقى ؟!


قال بهدوء : بالعقل والعلم.


_ وماذا يقولون لك؟


_ ان الطبيعة هى الام .. ولا شىء اخر .


_ قلت مشاكسا : ابراهيم ناجى وصف هذا ذات مرة ساخرا : عندما تسمع ام كلثوم تغنى وتشدو هل تقول الله الله يا ست .. ام تقول الطبيعة الطبيعة يا ست!


نظر لى شذرا وكأن السخرية لم ترق له, فقال وهو يحرك نظارته على عينيه: ما الدليل على ان الله هو خالقنا .. اريد دليل علمى ملموس.


قلت له : الدليل العلمى ينبغى _ كما هو شائع فى العلم _ ان يخضع لتجربة , ووجود الله لا يثبت بتجارب, وفى هذا دعنى اسالك سؤالا افتراضيا, ما الدليل العلمى على وجود العقل؟, كما ترى .. سؤالا هزليا بحت, لكن اولا اريدك ان تجاوبنى , بما انك تدعى ايمانك بالعلم , فهل تؤمن _ كما يقول العلم _ ان الطاقة لا تستحدث من العدم ؟


_ بالتأكيد .. هى نظرية ثابتة فى العلم


_ قلت على الفور: اذن كيف تؤمن ان الطاقة لا تستحدث من العدم , وفى ذات الوقت تؤمن ان الكون بكامله بما فيه من بشر قد استحدث من العدم!

فهل يمكن ان يتحرك شىء من تلقاء نفسه ؟ ام ان كل شىء يتحرك لابد بالضرورة من وجود المحرك .. تلك اليد التى تمد فيه الاستمرارية ؟!


صمت ثم قال مراوغا: اذن ما سر وحكمة اختفاء الله وابتعاده عن التواصل البشرى مع مخلوقاته ؟


_ ببساطة لانه لا يمكن لله الظهور بيننا , والتواصل مع الله يكون من خلال تقربك منه بالصلاة وبقراءة كتابه وآياته


_ على ماذا استندت بجوابك بأنه لا يمكن لله الظهور بيننا , واذا كان الله لا يتواصل معنا بالمباشر فأذا هو اما نابذ لنا او انه لا يريد منا شىء, أما بالنسبة للصلاة وقراءة كتبه هى علاقة مثل علاقة الحب من طرف واحد, يعنى علاقة فاشلة


_ الله خلق البشر لعبادته ولإعمار الكون ووضح شروطه فى التقرب من الخير والبعد عن الشر, واسس مبادئه للثواب والعقاب لتحكم افعال الانسان, واعلمنا بحلول ميقات غير معلوم لنا بزوال هذا الكون وفنائنا, ومن ثم الحساب, بما يعنى أننا نحيا نعم, ونعمر نعم, ونعبد نعم, لكن ذلك يأتى فى اطار اختبار واسع, فبالمنطق هل يعقل ان يكون واضع الاختبار بجانبك دوما ام يضع لك كل ما تود معرفته بين يديك ثم يأتيك فى موعد النهاية ليحاسبك ويجازيك, شرا او خيرا.


لفنا الصمت للحظات وشرد هو محدقا بعينيه الى المجهول, فكان ذلك اعلانا بنهاية نقاشنا عند هذا الحد , نهضنا وقبل أن نفارق بعضنا لنختلط كل فى حياته , قلت له قبل ان اودعه: ارجو ان تفكر جيدا يا صديقى .. فالموضوع يستحق.


رسم على وجهه نصف ابتسامة .. ثم افترقنا.


قلت محدثا نفسى بعدما غادر صديقى: هذا هو نتاج عبادة العقل .. شكل من اشكال العبودية هو أن تحبس قلبك خلف عباءة الحرية وتحرمه _ بكل طغيان _ من الانتماء والخضوع لمن وهبك عقل عرفت من خلاله ان هناك شىء اسمه حرية.

وقمه الحرية هو تطويع نفسك بخضوعك لمن يستحق أن تدين له بكل شىء ..إنه الله. 

..........
خالد عيد

الأحد، 8 ديسمبر 2013

وسط الزحام ( قصة قصيرة )


   يوم سبت أرذل, درجة حرارة 43, شمس تطل بتحدٍ واضح وسافر وكأنها تنتقم, جموع من البشر قرروا فجأة أن يقتحموا الشارع وفى ساعة واحدة؛ فى ميدان رمسيس يتجسد العذاب ويمشي على قدمين.

   كنت قد ارتديت قميصي الأبيض القطني تفادياً لأشعة الشمس اللاهبة, يقولون _وأنا غالباً ما أصدق ما يقولون_ أن اللون الأبيض ليس في الحقيقة لوناً ولا يحزنون؛ لكنه عديم اللون فلذلك لا تمتصه الشمس بعكس اللون الأسود الجاذب لها، فإذن لن تلصق الشمس بلهيبها الأصفر فيّ، وعلى كل حال ظللت اشعر بالحرارة، لكني ايضاً متمسك بما يقولون. وعلى قميصي الأبيض ارتديت بنطالي الكحلي القاتم وساعة تلتف على يدي المتعرقة تتململ فى شكوى معتادة, متأبطاً ملفاً يحمل سيرتي الذاتية كما يطلبون؛ في الوظيفة الشاغرة التى طالما أبحث عنها.
   كنت كفتى مغامر فى لعبة وأنا أسير محاولاً أن أتفادى طلقات البشر المتجهة نحوي عن عمد أو بقوة الدفع؛ من يفاجئك بمروره بشكل متعرج أمامك, من تمضي بجانبك متأففة لاعنة صنف الرجال بسبب الأيدي التى تلامسها من حينٍ لآخر, وهذا الذى يمسح عرقه الغزيرالنابت على رأسه الأصلع الممطر بمنديله الورقي بتأنٍ بينما هو جالس ينتظر الفرج, وأنا من بينهم أسير بخطوات متعجلة وجبهتي تعلوها طبقة كثيفة من العرق المختلط بالغبار, الوجوه مكفهرة ورغم هيئتهم الرثة والمقززة احياناً؛ إلا أنك قد لا تشعر نحوهم بالإشمئزاز أو توجيه اللوم لهم بقدر ما تشعر بالشفقة لحالهم.

   كان حظي سعيداً حينما لمحت الأتوبيس العام الذى يحمل الرقم الذى أبحث عنه, كنت فى غير ذلك أنتظره لأوقاتٍ طويلة, الحمد لله هذه المرة جاء بعد نصف ساعة فقط منذ وصولي؛ وهذا من حسن حظي. ركضت تجاهه وقد كنت حينها أتخطى مرحلة متقدمة أصعب من تلك اللعبة العنيدة, تشبثت به وبعد محاولات ومشاكسات عنيفة تمكنت بحمد الله من الإنزلاق داخله, وقد إطمئن قلبي على حصولي على "إسكور" ممتاز لهذه الجولة.

   مررت نظري على الحافلة بأكملها؛ ليس طبعاً من أجل إيجاد كرسى خالي؛ فلست متفائلاً إلى هذه الدرجة, فذلك لا يحدث, قلما تجده, وكأن الناس تبيت فيها, بل كنت أبحث عن مكان مناسب أمكث فيه حتى أحتفظ بشىء من مظهري وثيابي قبل موعدي فى المقابلة الشخصية للوظيفة المأمولة. كانت الناس فى الحافلة تتبعثر منهم رائحة الشقاء والكد؛ فهموم حياتهم وإن كانوا يجاهدون لإخفائها إلا إنها تتضح جلية بتركها علامات خفية على وجوههم. في تلك اللحظة كنت قد تمكنت بخفة من الوقوف بجانب النافذة التى وجدت أن من اللطيف أن اشغل نفسي بالنظر إليها خلاصاً من الوقت الممل.. فوقفت وتأملت.

   إنتبهت فجأة من شرودي على الوقوف المفاجىء للحافلة, وهو انتباه إضطراري كلدغة عقرب, حيث إنني قد إرتطمت بالكرسي الذي أمامي وكل الواقفين مثلي فى الحافلة وهم أكثر ممن يجلسون بكثير, الكل إرتطم ببعضه البعض؛ رجالاً ونساءاً كتلة واحدة, مسلمون وأقباطاً يتطابقون على بعضهم البعض, حيث هنا لا تفرقة فعلاً بين الأجناس والأعراق والأديان, وربما قد كافأ لص ما نفسه بإنتشال محفظة فى هذه الحركة, وربما كانت حجة مقبولة لأن يلتصق شخص ما بإمرأة تقف بجواره فيميل بجسده وتتحرك يداه نحوها, بل وربما يلقي بجسده كله إليها وكأنه لا يقصد, بماذا سيستفيد هذا المعتوه من حركة كهذه اصلاً؟!

   كانت الحافلة قد توقفت وسط الزحمة غير قادرة على إختراقها, نظرت ثانيةً من النافذة وقد تراصت السيارات فى الطريق فلمحت منهم سيارة تقف بمحاذاتنا, كانت سيارة فارهة سوداء اللون قلما أشاهد مثلها في تلك البقعة من الأرض، حتى إعتقدت لوهلة بأنهم قد جاءوا عن طريق الخطأ فباغتتهم الزحمة وإنغلق الطريق عليهم فجأة كأنه المصيدة! وراقني هذا الإحتمال كثيراً فأبتسمت؛ كان بداخلها مجموعة من الشباب وقد أغلقوا الزجاج عليهم بعدما رأيت واحداً منهم قد بدأ يتأفف وقال شيئاً ما للجالس يقود السيارة, فخمنت إنهم أغلقوا الزجاج لكي يشعلوا التكييف, لكن لم يغب عني مجال الرؤية بعد, ورأيت واحداً منهم قد بدأ يوزع عليهم "كانز" من المياة الغازية المثلجة وسرعان ما بدت على وجوههم علامات الأرتواء والأنتعاش, وما لبثت أن بدأت الموسيقى الغربية الصاخبة فى التسرب من سيارتهم السوداء الفارهة حتى بدأت فى الغرق بين أمواج شرودي.

   ما الفارق بينى وبينهم وهم شباب فى مثل عمري؟ خلقت مثلما خلقوا, ولكن طريقنا كان مختلفاً ربما, هؤلاء ما هى كل مشاكلهم؟ مرض الكلب بيسو,عطل فى تكييف السيارة, تأخر نزول ألبوم مطربهم المفضل, الحيرة الشديدة المتمثلة فى إختيار ماركة الموبايل الجديد, حقاً إنها مشاكل معقدة.. و بلا حل!!

   فطنت حينها بأن حيز المكان الذي أقبع فيه الآن, لا يفرق بين الأجناس والأعراق والأديان, لكن وحدها الطبقات هي التي تتفرق في هذه البقعة.

   تتابعت على ذهني الأسباب التى صنعت تلك الفجوة الرهيبة؛ ورحت أفكر فى قطار الرأسمالية الفاسدة الذى صحبنا معه منذ عدة عقود وعربة قيادته التى تتسرب إلينا قهقهاتها, بينما نتخبط نحن _ركاب القطار_ إثر منعطفاتها المتكررة والتى لا يلقي لها بالاً أي ممن فى مركز القيادة. ورحت أترحم على أيام ما قبل الرأسمالية والتى كان فيها المواطن فوق الدولة يظلله زعيم. لم ألبث كثيراً فى التفكير حتى تذكرت أن الكلام في السياسة ممنوع _حتى وإن كان مع نفسي_ فآثرت الصمت.

   إنفرج الطريق بالتدريج حتى إنفتح تماماً, وإنتبهت إلى أصوات التهليل الصادرة من شباب السيارة الفارهة السوداء وهم يصفقون ويضحكون بعصبية ويخبطون كفوفهم ببعض فرحاً بإنفراج الطريق, ثم حولت نظري عن النافذة وإنتبهت لداخل الحافلة, كان هناك من ينفخ فى الهواء من شدة الحر, ومن يخرج مناديله يجفف بها عرقه, وما إن انفرج الطريق حتى أطلق كل منهم تنهيدة طويلة وهو يتمتم بحمد الله.

....  تمت

خالد عيد
khaled.eider@yahoo.com
2\6\2013
4:52 عصرا

.....  تمت

خالد عيد
khaled.eider@yahoo.com
2\6\2013
4:52 عصرا

قواعد العشق الأربعون


قواعد العشق الأربعون:
"من رواية قواعد العشق الأربعون لـ "إليف شافاق"

القاعدة 1
"إن الطريقة التي نرى الله فيها ما هي إلا إنعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدرًا كبيرًا من الخوف والملامة يتدفق من نفوسنا. أما إذا رأينا أن الله مفعمًا بالمحبة والرحمة، فإنا نكون كذلك". صـ 48

القاعدة 2
"إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب، لا من الرأس. فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي. واجه، تحدَّ، وتغلب في نهاية المطاف على (النفس) بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله. صـ 62

القاعدة 3
"إن كل قارى للقرآن الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه. وهناك أربع مستويات من البصيرة: يتمثل المستوى الأول في المعنى الخارجي، وهو المعنى الذي يقتنع به معظم الناس؛ ثم يأتي المستوى الباطني. وفي المستوى الثالث، يأتي باطن الباطن؛ أما المستوى الرابع، فهو العمق ولا يمكن الإعراب عنه بالكلمات، لذلك يتعذر وصفه". صـ 76

القاعدة 4
"يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد، أو الكنيسة أو في الكنيس. لكنك إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه، وهو قلب عاشق حقيقي، فلم يعش أحد بعد رؤيته، ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد" صـ 89

القاعدة 5
"يتكون الفكر والحب من مواد مختلفة. فالفكر يربط البشر في عقد، لكن الحب يذيب جميع العقد. إن العكر حذر على الدوام وهو يقول ناصحًا:احذر الكثير من النشوة. بينما الحب يقول: لا تكترث! أقدم على هذه المجازفة. وفي حين أن الفكر لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركامًا من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض. والقلب الكسير يخبئ كنوزًا". صـ 100

القاعدة 6
"تنبع معظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط، لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقًا. وعندما تلج دائرة الحب، تكون اللغة اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت". صـ 101

القاعدة 7
"الوحدة والخلوة شيئان مختلفان. فعندما تكون وحيدًا، من السهل أن تخدع نفسك ويخيّل إليك أنك تسير على الطريق القويم. أما الخلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك دون أن تشعر بأنك وحيد". صـ 110

القاعدة 8
"مهما حدث في حياتك، ومهما بدت الأشياء مزعجة، فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح دربًا جديدًا لك". صـ 112

القاعدة 9
"لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلبًا، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر. أما نفاذ الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة". صـ 112

القاعدة 10
"لا يوجد فرق بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم به رحلة في داخلك. فإذا سافرت في داخلك ، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه". صـ 128

القاعدة 11
"عندما تجد القابلة أن الحبلى لا تتألم أثناء المخاض، فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكًا بعد لوليدها، فلن تضع وليدهاإذًا، ولكي تولد نفس جديدة يجب أن يوجد ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتّد، فالحبّ لا يكتمل إلا بالألم". صـ 128

القاعدة 12
"إن السعي وراء الحب يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج". صـ 129

القاعدة 13
"يوجد معلمون مزيفون وأساتذة مزيفون في هذا العالم أكثر من عددًا من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين. فالمعلم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إليه ولا يتوقع طاعة مطلقة، أو إعجابًا تامًا منك، بل يساعدك على عثأن تقدّر نفسك الداخلية وتحترمها. إن المعلمين الحقيقيين شفافون كالبلور، يعير نور الله من خلالهم". صـ 132

القاعدة 14
"لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسًا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟". صـ 148

القاعدة 15
"إن الله منهمك في إكمال صنعك، من الخارج ومن الداخل. إنه منهمك بك تمامًا. فكل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكل واحد منا عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهدًا للاكتمال. إن الله يتعامل مع كل واحد منا على حدة لأن البشرية لوحة جميلة رسمها خطاط ماهر تتساوى فيه جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة". صـ 150

القاعدة 16
"من السهل أن تحب إلهًا يتصف بالكمال، والنقاء، والعصمة. لكن الأصعب من ذلك أن تحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر، أن المرء لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يحب. فلا حكمة من دون حب. وما لم نتعلم كيف نحل خلق الله، فلن نستطيع أن نحب حقًا ولن نعرف الله حقًا". صـ 160

القاعدة 17
"إن القذارة الحقيقة تقبع في الداخل، أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهي لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع أن نطهر أجسامنا بالزهد والصيام، لكن الحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا". صـ 163

القاعدة 18
"يقبع الكون كله داخل كل إنسان ـ في داخلك. كل شيء ترينه حولك، بما في ذلك الأشياء التي قد لا تحبينها، حتى الأشخاص الذين تحتقرينتم أو تمقتينهم، يقبعون في داخلك بدرجات متفاوتة. لذلك، لا تبحثي عن الشيطان خارج نفسك ـ أيضاً. فالشيطان ليس قوة خارقة نهاجمك من الخارج، بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك. قإذا تعرفت على نفسك تمامًا، وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق، عندها تبلغين أرقى أشكال الوعي. وعندما تعرفين نفسك، فإنك ستعرفين الله". صـ 164

القاعدة 19
"إذا أراد المرء أن يغيّر الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب أن يغير أولاً الطريقة التي يعامل فيها. وإذا لم بتعلم كيف يحب نفسه، حبًا كاملاً صادقًا، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يحب. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة، سيشكر كل شوكة يلقيها عليه الآخرون. فهذا يدل على أن الورود ستنمهر عليه قريبًا". صـ 202

القاعدة 20
"لا تهتمي إلى أين ستقودك الطريق، بل ركزي على الخطوة الأولى. فهي أصعب خطوة يجب أن تتحملني مسؤوليتها. وما إن تتخذي تلك الخطوة دعي كل شيء يجري بشكل طبيعي وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه. لا تسيري مع التيار، بل كوني أنتِ التيار". صـ 202

القاعدة 21
"لقد خلقنا الله جميعًا على صورته، ومع ذلك فإننا جميعًا مخلوقات مختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته، ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين. لذلك، فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين، يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله". صـ 207

القاعدة 22
"عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة، فإنها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى العرفة نفسها، فإنها تصبح خمارته رفقي كل شيء نفعله، قلوبنا هي المهمة، لا مظاهرنا الخارجية. فالصوفيون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أو من عم؛ وعندما يحدق صوفي في شخص ما، فإنه يغني عينيه ويفتح عينًا ثالثة ـ العين التي ترى العالم الداخلي ـ" صـ 209

القاعدة 23
"ما الحياة إلا دين موقت، وما هذا العالمإلل تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك، فإما أن يفتتن البشر باللعبة، أو يكسروها بازدراء ويرموها جانبًا. في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع أنواعه، لأنه سيحطم اتزانك الداخلي". صـ 227

القاعدة 24
"يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله، إذ يقول عر وجل: (ونفخت فيه من روحي). فقد خلقنا جميعًا، من دون استثناء، لكي نكون خلفاء الله على الأرض. فاسأل نفسك، كم مرة تصرفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكر أنه يقع على عاتق كل منا اكتشاف الروح الإلهية في داخله حتى يعيش وفقها". صـ 268

القاعدة 25
"إن جهنم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أو الحلم بالجنة، لأنهما موجودتان في هذه اللحظة بالذات. ففي كل مرة نحب، نصعد إلى السماء. وفي كل مرة نكره، أو نحسد، أو نحارب أحدًا، فإننا نسقط مباشرة في نار جهنم". صـ 269

القاعدة 26
"إن الكون كائن واحد. ويرتبط كل شيء وكل شخص بشبكة خفية من القصص. وسواء أدركنا ذلك أم لم ندرك، فإننا نشارك جميعًا في حديث صامت. لا ضرر ولا ضرار. كن رحيمًا. ولا تكن نمّامًا، حتى لو كانت كلماتك بريئة، لأن الكلمات التي تنبعث من أفواهنا، لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى ما لا نهاية، وستعود إلينا في الوقت المناسب. إن معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعًا. وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعًا نبتسم". صـ 303

القاعدة 27
"يشبه هذا العالم جبلاً مكسوًا بالثلج يردد صدى صوتك. فكل ما تقوله، سواء أكان جيدًا أم سيئًا، سيعود إليك على نحو ما. لذلك إذا كانت هناك شخص يتحدث بالسوء عنك، فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الأمر سوءً. وستجد نفسك حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة". صـ 308

القاعدة 28
"إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا، في لولب لا نهاية لها". صـ 317

القاعدة 29
"لا يعني القدر أن حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن ترك كل شيء للقدر، وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق". صـ 325

القاعدة 30
"إن الصوفي بحق هو الذي يتحمل بصبر، حتى لو اتُهم باطلاً، وتعرض للهجوم من جميع الجهات، ولا يوجه كلمة نابية واحدة إلى أي من منتقديه. فالصوفي لا ينحي باللائمة على أحد. فكيف يكن أن يوجد خصوم أو منافسون أو حتى آخرون في حين لا توجد نفس في المقام الأول؟ كيف يمكن أن يوجد أخد يلومه في الوقت الذي لا يوجد فيه إلا واحد؟". صـ 330

القاعدة 31
"إذا أردت أن تقوي إيمانك، فيجب أن تكون لينًا في داخلك. لأنه لكي يشتد إيمانك، ويصبح صلبًا كالصخرة، يجب أن يكون قلبك خفيفًا كالريشة. فإذا أصابنا بمرض، أو وقعت لنا حادثة، أو تعرضنا لخسارة، أو أصابنا خوف، بطريقة أو بأخرى، فإننا نواجه جميعًا الحوادث التي تعلمنا كيف نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة، وأكثر عطفًا. وأكثر كرمًا. ومع أن بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رقة واعتدالاً، يزداد آخرون قسوة. إن الوسيلة التي تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه متسع لمزيد من الحب". صـ 353

القاعدة 32
"يجب ألا يحول شيء بين نفسك وبين الله؛ لا أئمة، ولا قساوسة، ولا أحبار، ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك، لكن لا تفرضها على الآخرين، وإن كنت تحطم قلوب الآخرين، فمهما كانت العقيدة الدينية التي تعتنقها، فهي ليست عقيدة جيدة". صـ 356

القاعدة 33
"على الرغم من أن المرء في هذا العالم يجاهد ليحقق شيئًا ويصبح شخصًا مهمًا، فإنه سيخلف كل شيء بعد موته". صـ 384

القاعدة 34
"لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفًا أو سلبيًا، ولا يؤدي إلى الأيمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام، بل على العكس تمامًا. إذ تكمن القوة الحقيقة في الاستسلام ـ القوة المنبعثة من الداخل. فالدين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلو الاضطراب". صـ 420

القاعدة 35
"في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع داخله. وإليثى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عنلية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره: للكفر". صـ 444

القاعدة 36
"لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل؛ فكل امرئ يكافأ على كل ذرة خير يفعلها، ويعاقب على كل ذرة شر يفعلها. لا تخف من المؤتمرات، أو المكر، أو المكائد التي يحيكها الآخرون؛ وتذكر أنه إذا نصب لك أحدهم شركًا، فإن الله يكون قد فعل ذلك. آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة. فكل ما يفعله الله، يفعله بشكل جميل". صـ 473

القاعدة 37
"إن الله ميقاتي دقيق. إنه دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت". صـ 477

القاعدة 38
"ليس من المتأخر مطلقًا أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟". صـ 482

القاعدة 39
"يوجد انسجام كامل وتوازن دقيق في كل ما في الكون وكل ما فيه. وتتغير النقاط باستمرار، وتحل إحداهما محل الأخرى، لكن الدائرة تظل كما هي". صـ 492

القاعدة 40
"لا قسمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي … فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مديد من الانقسامات. ليس العشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو، نقي بسيط. العشق ماء الحياة. (والعشق هو روح النار) (يصبح الكون مختلفًا عندما تعشق النار الماء)". صـ 500