الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دليل صديقى الملحد على وجود رب !



الملحدون ثلاثة أنواع؛ النوع الاول: قرر أن يلحد بأعتباره مثقفا يلتهم الكتب التهاما, ويتفاخر بعقله الذى يقدسه تمام التقديس امتثالا فى ذلك للمفكرين المشاهير الذى يقرأ كتبهم فيتخذهم قدوة فى العقل والتفكر, فيلحد لأنه يشعر بأنه عظيما مختلفا مثلهم، والنوع الثانى: يلحد لأن عطبا ما قد أصاب عقله, نتيجة للتخبط والتشوش الشديين حينما يقرأ أو يشاهد هنا أو هناك أشياءا تهز معتقداته فضلا عن ايمانه الضعيف أصلا, فيجد الاسئلة تحاوطه من كل اتجاة دون ان يعرف لها إجابة قط .. أما النوع الثالث: فيقرر أن يلحد كى ( يريح دماغه ) ويسقط عنه كل العبادات والالتزامات والتكليفات بكل سهولة, فيتحرر من قواعد الثواب والعقاب, فيجد الالحاد مسلكا مقبولا له.


لذلك فلم اندهش , ولم اغضب , ولم انفعل , حينما عرفت ان صديقى قد ألحد ! , هوة الألحاد العميقة والعقيمة لا تتسع لعقله تماما , وبما انه قارىء جيد وغارقا فى الكتب لأذنيه , فقد رجحت انه من النوع الاول فتلسمت خيط الحديث معه , وسرعان ما انسال تماما .


قلت له مداعبا : ان لم تكن تؤمن بالرب , فبماذا تؤمن اذن يا صديقى ؟!


قال بهدوء : بالعقل والعلم.


_ وماذا يقولون لك؟


_ ان الطبيعة هى الام .. ولا شىء اخر .


_ قلت مشاكسا : ابراهيم ناجى وصف هذا ذات مرة ساخرا : عندما تسمع ام كلثوم تغنى وتشدو هل تقول الله الله يا ست .. ام تقول الطبيعة الطبيعة يا ست!


نظر لى شذرا وكأن السخرية لم ترق له, فقال وهو يحرك نظارته على عينيه: ما الدليل على ان الله هو خالقنا .. اريد دليل علمى ملموس.


قلت له : الدليل العلمى ينبغى _ كما هو شائع فى العلم _ ان يخضع لتجربة , ووجود الله لا يثبت بتجارب, وفى هذا دعنى اسالك سؤالا افتراضيا, ما الدليل العلمى على وجود العقل؟, كما ترى .. سؤالا هزليا بحت, لكن اولا اريدك ان تجاوبنى , بما انك تدعى ايمانك بالعلم , فهل تؤمن _ كما يقول العلم _ ان الطاقة لا تستحدث من العدم ؟


_ بالتأكيد .. هى نظرية ثابتة فى العلم


_ قلت على الفور: اذن كيف تؤمن ان الطاقة لا تستحدث من العدم , وفى ذات الوقت تؤمن ان الكون بكامله بما فيه من بشر قد استحدث من العدم!

فهل يمكن ان يتحرك شىء من تلقاء نفسه ؟ ام ان كل شىء يتحرك لابد بالضرورة من وجود المحرك .. تلك اليد التى تمد فيه الاستمرارية ؟!


صمت ثم قال مراوغا: اذن ما سر وحكمة اختفاء الله وابتعاده عن التواصل البشرى مع مخلوقاته ؟


_ ببساطة لانه لا يمكن لله الظهور بيننا , والتواصل مع الله يكون من خلال تقربك منه بالصلاة وبقراءة كتابه وآياته


_ على ماذا استندت بجوابك بأنه لا يمكن لله الظهور بيننا , واذا كان الله لا يتواصل معنا بالمباشر فأذا هو اما نابذ لنا او انه لا يريد منا شىء, أما بالنسبة للصلاة وقراءة كتبه هى علاقة مثل علاقة الحب من طرف واحد, يعنى علاقة فاشلة


_ الله خلق البشر لعبادته ولإعمار الكون ووضح شروطه فى التقرب من الخير والبعد عن الشر, واسس مبادئه للثواب والعقاب لتحكم افعال الانسان, واعلمنا بحلول ميقات غير معلوم لنا بزوال هذا الكون وفنائنا, ومن ثم الحساب, بما يعنى أننا نحيا نعم, ونعمر نعم, ونعبد نعم, لكن ذلك يأتى فى اطار اختبار واسع, فبالمنطق هل يعقل ان يكون واضع الاختبار بجانبك دوما ام يضع لك كل ما تود معرفته بين يديك ثم يأتيك فى موعد النهاية ليحاسبك ويجازيك, شرا او خيرا.


لفنا الصمت للحظات وشرد هو محدقا بعينيه الى المجهول, فكان ذلك اعلانا بنهاية نقاشنا عند هذا الحد , نهضنا وقبل أن نفارق بعضنا لنختلط كل فى حياته , قلت له قبل ان اودعه: ارجو ان تفكر جيدا يا صديقى .. فالموضوع يستحق.


رسم على وجهه نصف ابتسامة .. ثم افترقنا.


قلت محدثا نفسى بعدما غادر صديقى: هذا هو نتاج عبادة العقل .. شكل من اشكال العبودية هو أن تحبس قلبك خلف عباءة الحرية وتحرمه _ بكل طغيان _ من الانتماء والخضوع لمن وهبك عقل عرفت من خلاله ان هناك شىء اسمه حرية.

وقمه الحرية هو تطويع نفسك بخضوعك لمن يستحق أن تدين له بكل شىء ..إنه الله. 

..........
خالد عيد

الأحد، 8 ديسمبر 2013

وسط الزحام ( قصة قصيرة )


   يوم سبت أرذل, درجة حرارة 43, شمس تطل بتحدٍ واضح وسافر وكأنها تنتقم, جموع من البشر قرروا فجأة أن يقتحموا الشارع وفى ساعة واحدة؛ فى ميدان رمسيس يتجسد العذاب ويمشي على قدمين.

   كنت قد ارتديت قميصي الأبيض القطني تفادياً لأشعة الشمس اللاهبة, يقولون _وأنا غالباً ما أصدق ما يقولون_ أن اللون الأبيض ليس في الحقيقة لوناً ولا يحزنون؛ لكنه عديم اللون فلذلك لا تمتصه الشمس بعكس اللون الأسود الجاذب لها، فإذن لن تلصق الشمس بلهيبها الأصفر فيّ، وعلى كل حال ظللت اشعر بالحرارة، لكني ايضاً متمسك بما يقولون. وعلى قميصي الأبيض ارتديت بنطالي الكحلي القاتم وساعة تلتف على يدي المتعرقة تتململ فى شكوى معتادة, متأبطاً ملفاً يحمل سيرتي الذاتية كما يطلبون؛ في الوظيفة الشاغرة التى طالما أبحث عنها.
   كنت كفتى مغامر فى لعبة وأنا أسير محاولاً أن أتفادى طلقات البشر المتجهة نحوي عن عمد أو بقوة الدفع؛ من يفاجئك بمروره بشكل متعرج أمامك, من تمضي بجانبك متأففة لاعنة صنف الرجال بسبب الأيدي التى تلامسها من حينٍ لآخر, وهذا الذى يمسح عرقه الغزيرالنابت على رأسه الأصلع الممطر بمنديله الورقي بتأنٍ بينما هو جالس ينتظر الفرج, وأنا من بينهم أسير بخطوات متعجلة وجبهتي تعلوها طبقة كثيفة من العرق المختلط بالغبار, الوجوه مكفهرة ورغم هيئتهم الرثة والمقززة احياناً؛ إلا أنك قد لا تشعر نحوهم بالإشمئزاز أو توجيه اللوم لهم بقدر ما تشعر بالشفقة لحالهم.

   كان حظي سعيداً حينما لمحت الأتوبيس العام الذى يحمل الرقم الذى أبحث عنه, كنت فى غير ذلك أنتظره لأوقاتٍ طويلة, الحمد لله هذه المرة جاء بعد نصف ساعة فقط منذ وصولي؛ وهذا من حسن حظي. ركضت تجاهه وقد كنت حينها أتخطى مرحلة متقدمة أصعب من تلك اللعبة العنيدة, تشبثت به وبعد محاولات ومشاكسات عنيفة تمكنت بحمد الله من الإنزلاق داخله, وقد إطمئن قلبي على حصولي على "إسكور" ممتاز لهذه الجولة.

   مررت نظري على الحافلة بأكملها؛ ليس طبعاً من أجل إيجاد كرسى خالي؛ فلست متفائلاً إلى هذه الدرجة, فذلك لا يحدث, قلما تجده, وكأن الناس تبيت فيها, بل كنت أبحث عن مكان مناسب أمكث فيه حتى أحتفظ بشىء من مظهري وثيابي قبل موعدي فى المقابلة الشخصية للوظيفة المأمولة. كانت الناس فى الحافلة تتبعثر منهم رائحة الشقاء والكد؛ فهموم حياتهم وإن كانوا يجاهدون لإخفائها إلا إنها تتضح جلية بتركها علامات خفية على وجوههم. في تلك اللحظة كنت قد تمكنت بخفة من الوقوف بجانب النافذة التى وجدت أن من اللطيف أن اشغل نفسي بالنظر إليها خلاصاً من الوقت الممل.. فوقفت وتأملت.

   إنتبهت فجأة من شرودي على الوقوف المفاجىء للحافلة, وهو انتباه إضطراري كلدغة عقرب, حيث إنني قد إرتطمت بالكرسي الذي أمامي وكل الواقفين مثلي فى الحافلة وهم أكثر ممن يجلسون بكثير, الكل إرتطم ببعضه البعض؛ رجالاً ونساءاً كتلة واحدة, مسلمون وأقباطاً يتطابقون على بعضهم البعض, حيث هنا لا تفرقة فعلاً بين الأجناس والأعراق والأديان, وربما قد كافأ لص ما نفسه بإنتشال محفظة فى هذه الحركة, وربما كانت حجة مقبولة لأن يلتصق شخص ما بإمرأة تقف بجواره فيميل بجسده وتتحرك يداه نحوها, بل وربما يلقي بجسده كله إليها وكأنه لا يقصد, بماذا سيستفيد هذا المعتوه من حركة كهذه اصلاً؟!

   كانت الحافلة قد توقفت وسط الزحمة غير قادرة على إختراقها, نظرت ثانيةً من النافذة وقد تراصت السيارات فى الطريق فلمحت منهم سيارة تقف بمحاذاتنا, كانت سيارة فارهة سوداء اللون قلما أشاهد مثلها في تلك البقعة من الأرض، حتى إعتقدت لوهلة بأنهم قد جاءوا عن طريق الخطأ فباغتتهم الزحمة وإنغلق الطريق عليهم فجأة كأنه المصيدة! وراقني هذا الإحتمال كثيراً فأبتسمت؛ كان بداخلها مجموعة من الشباب وقد أغلقوا الزجاج عليهم بعدما رأيت واحداً منهم قد بدأ يتأفف وقال شيئاً ما للجالس يقود السيارة, فخمنت إنهم أغلقوا الزجاج لكي يشعلوا التكييف, لكن لم يغب عني مجال الرؤية بعد, ورأيت واحداً منهم قد بدأ يوزع عليهم "كانز" من المياة الغازية المثلجة وسرعان ما بدت على وجوههم علامات الأرتواء والأنتعاش, وما لبثت أن بدأت الموسيقى الغربية الصاخبة فى التسرب من سيارتهم السوداء الفارهة حتى بدأت فى الغرق بين أمواج شرودي.

   ما الفارق بينى وبينهم وهم شباب فى مثل عمري؟ خلقت مثلما خلقوا, ولكن طريقنا كان مختلفاً ربما, هؤلاء ما هى كل مشاكلهم؟ مرض الكلب بيسو,عطل فى تكييف السيارة, تأخر نزول ألبوم مطربهم المفضل, الحيرة الشديدة المتمثلة فى إختيار ماركة الموبايل الجديد, حقاً إنها مشاكل معقدة.. و بلا حل!!

   فطنت حينها بأن حيز المكان الذي أقبع فيه الآن, لا يفرق بين الأجناس والأعراق والأديان, لكن وحدها الطبقات هي التي تتفرق في هذه البقعة.

   تتابعت على ذهني الأسباب التى صنعت تلك الفجوة الرهيبة؛ ورحت أفكر فى قطار الرأسمالية الفاسدة الذى صحبنا معه منذ عدة عقود وعربة قيادته التى تتسرب إلينا قهقهاتها, بينما نتخبط نحن _ركاب القطار_ إثر منعطفاتها المتكررة والتى لا يلقي لها بالاً أي ممن فى مركز القيادة. ورحت أترحم على أيام ما قبل الرأسمالية والتى كان فيها المواطن فوق الدولة يظلله زعيم. لم ألبث كثيراً فى التفكير حتى تذكرت أن الكلام في السياسة ممنوع _حتى وإن كان مع نفسي_ فآثرت الصمت.

   إنفرج الطريق بالتدريج حتى إنفتح تماماً, وإنتبهت إلى أصوات التهليل الصادرة من شباب السيارة الفارهة السوداء وهم يصفقون ويضحكون بعصبية ويخبطون كفوفهم ببعض فرحاً بإنفراج الطريق, ثم حولت نظري عن النافذة وإنتبهت لداخل الحافلة, كان هناك من ينفخ فى الهواء من شدة الحر, ومن يخرج مناديله يجفف بها عرقه, وما إن انفرج الطريق حتى أطلق كل منهم تنهيدة طويلة وهو يتمتم بحمد الله.

....  تمت

خالد عيد
khaled.eider@yahoo.com
2\6\2013
4:52 عصرا

.....  تمت

خالد عيد
khaled.eider@yahoo.com
2\6\2013
4:52 عصرا

قواعد العشق الأربعون


قواعد العشق الأربعون:
"من رواية قواعد العشق الأربعون لـ "إليف شافاق"

القاعدة 1
"إن الطريقة التي نرى الله فيها ما هي إلا إنعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدرًا كبيرًا من الخوف والملامة يتدفق من نفوسنا. أما إذا رأينا أن الله مفعمًا بالمحبة والرحمة، فإنا نكون كذلك". صـ 48

القاعدة 2
"إن الطريق إلى الحقيقة يمر من القلب، لا من الرأس. فاجعل قلبك، لا عقلك، دليلك الرئيسي. واجه، تحدَّ، وتغلب في نهاية المطاف على (النفس) بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله. صـ 62

القاعدة 3
"إن كل قارى للقرآن الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه. وهناك أربع مستويات من البصيرة: يتمثل المستوى الأول في المعنى الخارجي، وهو المعنى الذي يقتنع به معظم الناس؛ ثم يأتي المستوى الباطني. وفي المستوى الثالث، يأتي باطن الباطن؛ أما المستوى الرابع، فهو العمق ولا يمكن الإعراب عنه بالكلمات، لذلك يتعذر وصفه". صـ 76

القاعدة 4
"يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد، أو الكنيسة أو في الكنيس. لكنك إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه، وهو قلب عاشق حقيقي، فلم يعش أحد بعد رؤيته، ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد" صـ 89

القاعدة 5
"يتكون الفكر والحب من مواد مختلفة. فالفكر يربط البشر في عقد، لكن الحب يذيب جميع العقد. إن العكر حذر على الدوام وهو يقول ناصحًا:احذر الكثير من النشوة. بينما الحب يقول: لا تكترث! أقدم على هذه المجازفة. وفي حين أن الفكر لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركامًا من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض. والقلب الكسير يخبئ كنوزًا". صـ 100

القاعدة 6
"تنبع معظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط، لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقًا. وعندما تلج دائرة الحب، تكون اللغة اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت". صـ 101

القاعدة 7
"الوحدة والخلوة شيئان مختلفان. فعندما تكون وحيدًا، من السهل أن تخدع نفسك ويخيّل إليك أنك تسير على الطريق القويم. أما الخلوة فهي أفضل لنا، لأنها تعني أن تكون وحدك دون أن تشعر بأنك وحيد". صـ 110

القاعدة 8
"مهما حدث في حياتك، ومهما بدت الأشياء مزعجة، فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح دربًا جديدًا لك". صـ 112

القاعدة 9
"لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلبًا، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية. ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر. أما نفاذ الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة". صـ 112

القاعدة 10
"لا يوجد فرق بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال. فمهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرحلة التي تقوم به رحلة في داخلك. فإذا سافرت في داخلك ، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشاسع وما وراءه". صـ 128

القاعدة 11
"عندما تجد القابلة أن الحبلى لا تتألم أثناء المخاض، فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكًا بعد لوليدها، فلن تضع وليدهاإذًا، ولكي تولد نفس جديدة يجب أن يوجد ألم. وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتّد، فالحبّ لا يكتمل إلا بالألم". صـ 128

القاعدة 12
"إن السعي وراء الحب يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج". صـ 129

القاعدة 13
"يوجد معلمون مزيفون وأساتذة مزيفون في هذا العالم أكثر من عددًا من النجوم في الكون المرئي. فلا تخلط بين الأشخاص الأنانيين الذين يعملون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين. فالمعلم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إليه ولا يتوقع طاعة مطلقة، أو إعجابًا تامًا منك، بل يساعدك على عثأن تقدّر نفسك الداخلية وتحترمها. إن المعلمين الحقيقيين شفافون كالبلور، يعير نور الله من خلالهم". صـ 132

القاعدة 14
"لا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسًا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟". صـ 148

القاعدة 15
"إن الله منهمك في إكمال صنعك، من الخارج ومن الداخل. إنه منهمك بك تمامًا. فكل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكل واحد منا عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهدًا للاكتمال. إن الله يتعامل مع كل واحد منا على حدة لأن البشرية لوحة جميلة رسمها خطاط ماهر تتساوى فيه جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة". صـ 150

القاعدة 16
"من السهل أن تحب إلهًا يتصف بالكمال، والنقاء، والعصمة. لكن الأصعب من ذلك أن تحب إخوانك البشر بكل نقائصهم وعيوبهم. تذكر، أن المرء لا يعرف إلا ما هو قادر على أن يحب. فلا حكمة من دون حب. وما لم نتعلم كيف نحل خلق الله، فلن نستطيع أن نحب حقًا ولن نعرف الله حقًا". صـ 160

القاعدة 17
"إن القذارة الحقيقة تقبع في الداخل، أما القذارة الأخرى فهي تزول بغسلها. ويوجد نوع واحد من القذارة لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهي لوثة الكراهية والتعصب التي تلوث الروح. نستطيع أن نطهر أجسامنا بالزهد والصيام، لكن الحب وحده هو الذي يطهر قلوبنا". صـ 163

القاعدة 18
"يقبع الكون كله داخل كل إنسان ـ في داخلك. كل شيء ترينه حولك، بما في ذلك الأشياء التي قد لا تحبينها، حتى الأشخاص الذين تحتقرينتم أو تمقتينهم، يقبعون في داخلك بدرجات متفاوتة. لذلك، لا تبحثي عن الشيطان خارج نفسك ـ أيضاً. فالشيطان ليس قوة خارقة نهاجمك من الخارج، بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك. قإذا تعرفت على نفسك تمامًا، وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق، عندها تبلغين أرقى أشكال الوعي. وعندما تعرفين نفسك، فإنك ستعرفين الله". صـ 164

القاعدة 19
"إذا أراد المرء أن يغيّر الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب أن يغير أولاً الطريقة التي يعامل فيها. وإذا لم بتعلم كيف يحب نفسه، حبًا كاملاً صادقًا، فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يحب. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة، سيشكر كل شوكة يلقيها عليه الآخرون. فهذا يدل على أن الورود ستنمهر عليه قريبًا". صـ 202

القاعدة 20
"لا تهتمي إلى أين ستقودك الطريق، بل ركزي على الخطوة الأولى. فهي أصعب خطوة يجب أن تتحملني مسؤوليتها. وما إن تتخذي تلك الخطوة دعي كل شيء يجري بشكل طبيعي وسيأتي ما تبقى من تلقاء نفسه. لا تسيري مع التيار، بل كوني أنتِ التيار". صـ 202

القاعدة 21
"لقد خلقنا الله جميعًا على صورته، ومع ذلك فإننا جميعًا مخلوقات مختلفة ومميزة. لا يوجد شخصان متشابهان، ولا يخفق قلبان لهما الإيقاع ذاته، ولو أراد الله أن نكون متشابهين، لخلقنا متشابهين. لذلك، فإن عدم احترام الاختلافات وفرض أفكارك على الآخرين، يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله". صـ 207

القاعدة 22
"عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة، فإنها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى العرفة نفسها، فإنها تصبح خمارته رفقي كل شيء نفعله، قلوبنا هي المهمة، لا مظاهرنا الخارجية. فالصوفيون لا يحكمون على الآخرين من مظهرهم أو من عم؛ وعندما يحدق صوفي في شخص ما، فإنه يغني عينيه ويفتح عينًا ثالثة ـ العين التي ترى العالم الداخلي ـ" صـ 209

القاعدة 23
"ما الحياة إلا دين موقت، وما هذا العالمإلل تقليد هزيل للحقيقة. والأطفال فقط هم الذين يخلطون بين اللعبة والشيء الحقيقي. ومع ذلك، فإما أن يفتتن البشر باللعبة، أو يكسروها بازدراء ويرموها جانبًا. في هذه الحياة تحاشى التطرف بجميع أنواعه، لأنه سيحطم اتزانك الداخلي". صـ 227

القاعدة 24
"يتبوأ الإنسان مكانة فريدة بين خلق الله، إذ يقول عر وجل: (ونفخت فيه من روحي). فقد خلقنا جميعًا، من دون استثناء، لكي نكون خلفاء الله على الأرض. فاسأل نفسك، كم مرة تصرفت كخليفة له، هذا إن فعلت ذلك؟ تذكر أنه يقع على عاتق كل منا اكتشاف الروح الإلهية في داخله حتى يعيش وفقها". صـ 268

القاعدة 25
"إن جهنم تقبع هنا والآن، وكذلك الجنة. توقفوا عن التفكير بجهنم بخوف أو الحلم بالجنة، لأنهما موجودتان في هذه اللحظة بالذات. ففي كل مرة نحب، نصعد إلى السماء. وفي كل مرة نكره، أو نحسد، أو نحارب أحدًا، فإننا نسقط مباشرة في نار جهنم". صـ 269

القاعدة 26
"إن الكون كائن واحد. ويرتبط كل شيء وكل شخص بشبكة خفية من القصص. وسواء أدركنا ذلك أم لم ندرك، فإننا نشارك جميعًا في حديث صامت. لا ضرر ولا ضرار. كن رحيمًا. ولا تكن نمّامًا، حتى لو كانت كلماتك بريئة، لأن الكلمات التي تنبعث من أفواهنا، لا تتلاشى بل تظل في الفضاء اللانهائي إلى ما لا نهاية، وستعود إلينا في الوقت المناسب. إن معاناة إنسان واحد تؤذينا جميعًا. وبهجة إنسان واحد تجعلنا جميعًا نبتسم". صـ 303

القاعدة 27
"يشبه هذا العالم جبلاً مكسوًا بالثلج يردد صدى صوتك. فكل ما تقوله، سواء أكان جيدًا أم سيئًا، سيعود إليك على نحو ما. لذلك إذا كانت هناك شخص يتحدث بالسوء عنك، فإن التحدث عنه بالسوء بالطريقة نفسها يزيد الأمر سوءً. وستجد نفسك حبيس حلقة مفرغة من طاقة حقودة". صـ 308

القاعدة 28
"إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا، في لولب لا نهاية لها". صـ 317

القاعدة 29
"لا يعني القدر أن حياتك محددة بقدر محتوم. لذلك فإن ترك كل شيء للقدر، وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على جهل مطلق". صـ 325

القاعدة 30
"إن الصوفي بحق هو الذي يتحمل بصبر، حتى لو اتُهم باطلاً، وتعرض للهجوم من جميع الجهات، ولا يوجه كلمة نابية واحدة إلى أي من منتقديه. فالصوفي لا ينحي باللائمة على أحد. فكيف يكن أن يوجد خصوم أو منافسون أو حتى آخرون في حين لا توجد نفس في المقام الأول؟ كيف يمكن أن يوجد أخد يلومه في الوقت الذي لا يوجد فيه إلا واحد؟". صـ 330

القاعدة 31
"إذا أردت أن تقوي إيمانك، فيجب أن تكون لينًا في داخلك. لأنه لكي يشتد إيمانك، ويصبح صلبًا كالصخرة، يجب أن يكون قلبك خفيفًا كالريشة. فإذا أصابنا بمرض، أو وقعت لنا حادثة، أو تعرضنا لخسارة، أو أصابنا خوف، بطريقة أو بأخرى، فإننا نواجه جميعًا الحوادث التي تعلمنا كيف نصبح أقل أنانية وأكثر حكمة، وأكثر عطفًا. وأكثر كرمًا. ومع أن بعضنا يتعلم الدرس ويزداد رقة واعتدالاً، يزداد آخرون قسوة. إن الوسيلة التي تمكنك من الاقتراب من الحقيقة أكثر تكمن في أن يتسع قلبك لاستيعاب البشرية كلها، وأن يظل فيه متسع لمزيد من الحب". صـ 353

القاعدة 32
"يجب ألا يحول شيء بين نفسك وبين الله؛ لا أئمة، ولا قساوسة، ولا أحبار، ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك، لكن لا تفرضها على الآخرين، وإن كنت تحطم قلوب الآخرين، فمهما كانت العقيدة الدينية التي تعتنقها، فهي ليست عقيدة جيدة". صـ 356

القاعدة 33
"على الرغم من أن المرء في هذا العالم يجاهد ليحقق شيئًا ويصبح شخصًا مهمًا، فإنه سيخلف كل شيء بعد موته". صـ 384

القاعدة 34
"لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفًا أو سلبيًا، ولا يؤدي إلى الأيمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام، بل على العكس تمامًا. إذ تكمن القوة الحقيقة في الاستسلام ـ القوة المنبعثة من الداخل. فالدين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطراب تلو الاضطراب". صـ 420

القاعدة 35
"في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة، هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام. ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن أن يلتقي بالكافر القابع داخله. وإليثى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال، مرحلة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عنلية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره: للكفر". صـ 444

القاعدة 36
"لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل؛ فكل امرئ يكافأ على كل ذرة خير يفعلها، ويعاقب على كل ذرة شر يفعلها. لا تخف من المؤتمرات، أو المكر، أو المكائد التي يحيكها الآخرون؛ وتذكر أنه إذا نصب لك أحدهم شركًا، فإن الله يكون قد فعل ذلك. آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة. فكل ما يفعله الله، يفعله بشكل جميل". صـ 473

القاعدة 37
"إن الله ميقاتي دقيق. إنه دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الأرض يتم في حينه، لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة. والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا استثناء. فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت". صـ 477

القاعدة 38
"ليس من المتأخر مطلقًا أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟". صـ 482

القاعدة 39
"يوجد انسجام كامل وتوازن دقيق في كل ما في الكون وكل ما فيه. وتتغير النقاط باستمرار، وتحل إحداهما محل الأخرى، لكن الدائرة تظل كما هي". صـ 492

القاعدة 40
"لا قسمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي … فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مديد من الانقسامات. ليس العشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف. إنه كما هو، نقي بسيط. العشق ماء الحياة. (والعشق هو روح النار) (يصبح الكون مختلفًا عندما تعشق النار الماء)". صـ 500

الأحد، 8 سبتمبر 2013

تجربة حب فاشلة !

مراراً قلتها 
تكراراً رددتها 
لنفترق الأن 
فالأن قد حسبتها 
....
خيوط الخريف قد مزقتنا 
وانفرط عقد حبنا 
اخترقت اغشية الصدق 
و بان ما فى قلوبنا 
وكما تجىء الشمس فتفضح الكون 
جاءت عاصفة الصراحة 
ولملمت ما تبقى من عشقنا 
....
لا تغضبى ولا تنفعلى 
فهذا ليس من شيمنا 
ولو انك تبكين على الايام الضائعة 
احسبى انك كنت يوماً تائهة 
او كنت فى رحلة تافهة 
قدريها كيفما تشائى ولا تغضبى 
فما ضيعناه _ فى النهاية _ وقتنا 
أما أنا 
فلن احسب تلك الايام عمرى 
فقد احزفها او الغيها 
انساها او اطويها 
فنحن احراراً فيما يخص عمرنا 
....
هى لعبة جربناها مدركين قوعدها 
واو تلك القواعد : 
عند لحظة الفراق 
لا احد يندم 
فكل لاعب يعلم ..
كل الشروط 
وعليها ترسم الخطوط 
لذلك فعندما دق جرس الوداع 
استقبلناه هادئين .. صاغرين 
فنحن فى اللعبة _ ياعزيزتى _ محترفين 
وحينما اصدر الفراق قراره 
قلنا له : 
أمين ... 

..................
خالد عيد 22/12/2012
4:44 صباحاً 

الجمعة، 23 أغسطس 2013

ساعة عصارى


    تغمرنى السعادة كلما جاء ..
   
    على الرغم من شدة حرارته وقيظ شمسه .. على الرغم من الملل الذى قد يبدو متسللا بين اوقاته اللزجة .. على الرغم من مسامات جلدى التى تسمح بمرور بعض العرق الناتج عن سخونته .. على الرغم من ازدحام الشوارع التى تعج بالناس فى وقت قد تضطرب اعصابك عن احتكاك اى شخص بك .. على الرغم من الكسل والخمول الذى يشعهما فى الانسان .. على الرغم من انتشار البشر فى اماكن البهجة المناسبة لهذا الوقت .. على الرغم من كل ذلك .. ألا اننى _ وبصورة عجيبة _ احبه .. بل اننى استمتع به وبلذه ساعاته .

   الصيف .. نعم هو بعينه الذى اقصده , صيفنا المبهج السعيد , الحار اللزج فى أن واحد ..  لو تذكر كل منا لحظاته وذكرياته فى ساعات عصاريه لذاب فيه عشقاً .

  ساعة عصارى وانت عائد من مشوار طويل فى عز الشمس اللاهبة تتأفف وتنفخ من فرط سادية شمسه التى لا تكف عن مضايقتك , احتكاكك بالبشر والعرق ينسال منك بوفرة لا تجدى معها المناديل المعطرة .. ليزول هذا كله بدش بارد تهطل مياهه المنعشة على جسدك ليمنحك لذة عارمة وبثمن بخس , ثم تنعش جسدك من الداخل بمشروبك المفضل الذى قد اخرجته للتو من الفريزر وهو فى اوج تألقه وبريقه .

  ساعة عصارى .. وانت جالس فى شرفتك التى خضبها لون الشمس البرتقالى التى توشك على النوم فى فراش الكون الجميل .. تطيل النظر لها بينما تغرق فى ذكرياتك التى اوقظها فيك سحر المنظر , تختلج مشاعرك فتمنحك سلام نفسى راقى الاحساس .. او تستمتع بالهدوء الذى يبثه الكون فى تلك الساعة العزيزة بينما تعزز استمتاعك باللحظة بسماع الموسيقى الهادئة او اغنيتك المفضلة , التى لابد وانها تحمل لك شعورا ما .. فى ذكرى ما .. لمكان ما .. فى زمن ما .. لم يستطع مضى الزمان على ان يمحيه .

  ساعة عصارى .. وانت عائد لتوك من المكتبة وقد ابتعت بعض الكتب والروايات المشوقة , التى تحملك الى عوالم اخرى بعيدة قد لا تطئها قدمك فى يوم من الايام , لكنك بقرائتك تكون قد زرتها واستمتعت بها واستنشقت هوائها , رواية خيالية تعيش بداخلها , ذلك الصخب اللذيذ الذى يتجلى من داخل اوراقها ليحلق بك فى افق بعيد .. وحالم , بينما فنجان قهوتك قد تركته بجانبك , لكنه لا يزال ساخناً ينتظرك .

  ساعة عصارى .. وانت تقف على شباك سينما تحضر التذاكر بينما تنتظرك .. هناك .. وعلى مقربة منك , وردة احلامك .. حبيبتك التى تنظر اليها فتجدها تسخر منك بخفة وهى تراك محشوراً بين الجموع , فتقابلها انت ايضاً ببسمة ودودة صادقة تنسى معها اختناقك وانعجان جسدك بين رواد السينما .

  ساعة عصارى .. وانت تجلس بين اصدقائك فى الكافيه المعتاد , وعلى المنضدة المعتادة , تهربون لبعض الوقت من هموم الحياة التى _ بتجمعكم _ لا تتجرأ على ان تثقلكم , تمطرون بعضكم بالمزح الخفيفة _ واحياناً الثقيلة _ فتشعون جواً من المرح , تقصون على بعض مشاكلكم .. وكيفية انقضاء ايامكم , وتحكون .. وتحكون .. وتحكون .. وابداً الحديث لا ينطفىء .. ولا الكلام ينتهى .. ولا جمعكم يزول .

  ساعة عصارى .. وانت تهرول بملابسك الرياضية ومعك اصدقائك الذين يرتدون نفس الزى معك , تركضون الى النادى , او الى مركز الشباب , او حتى الى ساحة فضاء , كى تبدأون مباراتكم المهمه , مع فريق اخر , وتتلاحق الرهانات بينكم على من سيفز , تركضون .. تلعبون .. تمررون .. تسددون .. فتحرزون .. فتحتضنوا بعضكم بعصبية فى لحظة الفوز , ثم تجلسون وعلى غفوة تقومون برش بعضكم بالمياة الباردة لتنتعشون بعد انتهاء المباراة الساخنة .

  ساعة عصارى .. وانت تسير وحدك , بلا هدف , سوى التأمل .. تمضى بين الاشجار الكثيفة , يطربك سماع الحان العصافير التى تسكنها .. تتأمل الكون من حولك .. تغمرك سعادة ما .. تنصت لوقع خطواتك على اوراق الشجر المتساقطة وصوت تمزيقها تحت قدميك .. كراش .. كراش , تمضى بك قدميك الى النيل الرائج .. الصامد .. تتأمل مياهه وتذوب بها , يطوف فى بالك فكرة .. او ذكرى , تنتظر حين تمر الشمس وتسقط داخل مياهه .. فتغادر منتشياً .

  ساعة عصارى اخرى .. واخرى .. واخرى .. لا تنتهى , بأمكانك انت ان تعيش لحظات من المتعة لا تنطفىء او تختبىء , فقط , لو اردت ان تفوص بداخلها , اغرق .. اغرق .. واغرق .. وعش كل ساعة عصارى .. وتذوق جمالها .. واستشعر لذتها .. الى الابد .

...........

خالد عيد
23\8\2013
6:25 صباحا 

الأربعاء، 24 يوليو 2013

كافيتريا صبا ( قصة قصيرة )



لم يكن خروجى مهما فى هذا المساء فى البداية .. وما لبث ان اصبح اهم يوم فى حياتى .

بجوار سينما فاميلى المعادى وقد قاربت الساعة الثامنة مساء , كنت والاصدقاء نقف متأملين المكان , نملأ وقتنا الشاغر بالتسكع , ونحدق فى الزائرين , غير مبالين بيومنا .

لمحتها تقف مع صديقاتها , كانت اول من لفتت نظرى بين صديقاتها الثلاث ؛ ربما لجمالها الشديد , فهى اجملهن , انيقة وجذابة , شعرها الاصفر المنساب على كتفيها  وكأنه شمسا مشرقة تخترق قطع الليل .

صرت لا ارى شيئا من حولى سواها , اصدقائى قد هجرت حديثهم , وهم ايضا يلاحظون ذلك , وبدا عليهم مشاركتى فى التطلع الى الجميلات التى يقفن امامنا على الجهة الاخرى من الشارع .

حاولنا اختلاق اى حديث او اى فكرة توصلنا للتعرف عليهن , وبدا التركيز الشديد علينا , هم يركزون فى الفكرة , بينما انا اركز معها . نبتت فكرة برأس احد اصدقائنا ؛ وهى ان نذهب اليهن ونسألهن ان كانوا يردن الانضمام الى حملتنا الثقافية والاجتماعية الخاصة بحى المعادى  .. وهل يحببن ان يشاركن معنا ؟

ومن ثم لجأنا الى هذه الفكرة لكى تبدو اكثر منطقية ؛ فهن اربعة بنات يقفن امام سينما فى المعادى , ونحن ايضا نقف فى نفس المكان , اذ فمن الممكن ان يكون قد جمعنا القدر ويكونوا على قدر من الاهتمام بمثل هذه الاشياء , ونحن طبعا سنكون هؤلاء الشباب الذين سيقدمون لهن تلك الفرصة فى المشاركة النبيلة , بالرغم من ان احدنا لا يعرف شيئا عن مثل هذه الامور وهذه الحملات , اللهم الا واحدا منا وهو من طرح الفكرة .

ذهب صديقنا تجاه الفتيات الاربع , وبدأ صاحب الفكرة يلقى ما عنده , لم اسمع مايقوله ؛ فقد كنت منشغلا بعيون الرقيقة , وبدا انها لاحظت ذلك ؛ فتناثرت قطرات الخجل على وجنتيها , ارتبكت لارتباكها , كانت مثلى لا تنتبه لاحاديثهما المفتعلة , كنت انا منتبه معها .. وهى تنتبه لى لانتباهى بها !

كان وجهها مألوفا لدى بشكل ما , لا اعرف هل رأيتها من قبل .. ام كنت احلم ان اراها .. لا اعرف , كل ما اعرفه انها كانت تعيش وتنبض فى خيالى , ما هذه الفتاة العجيبة , اشعر بألفة غير معروفة الهوية نحوها , وكأنى اعرفها منذ سنين , وكأنى كنت انتظرها .. وهذا هو كل شىء .

كنا قد اتخذنا مكاننا بعيدا عنهم بعض الشىء , بعد يسمح بانفراد كل منا للأخر . نظرت لاصدقائى فوجدتهم منشغلين بأحاديثهم , نظر الي احدهم غامزا بعينه مبتسما , فهمت مغزى ابتسامته تلك ؛ فهو يظن بأنى قد '' علقت '' البنت .

وجدتنى انظر للسماء الرمادية والقمر الحزين المعلق , اتوسل اليهم ان يساعدونى على روعة نجمتهم السماوية الساقطة الينا من الفضاء .

قلت لها محاولا ان التقط طرف الحديث :

انتم بجد ناويين تشتركوا فى الحملة ؟

انفرجت شفتاها عن اسنان كاللؤلؤ ناصعة البياض وهى تضحك بشدة .. فشاركتها الضحك انا ايضا ..

هل تحبى نتمشى شويه مع بعض .. قلت لها

هزت رأسها فى قبول وابتسمت وسرنا معا لا ندرى الى اين تكون وجهتنا , فقط كنا نتخلل الليل ونغوص فيه اكثر حتى تغولنا بداخله وصرنا جزءا منه .

كان الهواء البارد يلفحنا وكنت الاحظه يداعبها بلطف ؛ كان كلما لامس وجهها وشعرها تتطاير خصلات منه تداعب عينيها فتزداد حينها جمالا على جمالها , كلانا لا يعلم كيف انه منذ دقائق لم يكن يعرف الاخر والان هو يسير بجانبه لا لشىء سوى فقط انه يريد ان يفعل ذلك , ما سر انجذابنا ؟ لا اعرف ولا اظنها تعرف ... ظللنا نتهادى على الطريق وكل منا يرمق الاخر بنظرة خاطفة دون ان ينبس ببنت شفة . حتى سألتها انا عن اسمها فقالت فى هدوء : امنية ... فرددت عليها بأن اسمى خالد , وما لبث ان تدفق بيننا حديث رقراق كعيونها , حتى تدرج ووصل الى منعطفات انتبهنا لها سريعا , وما ان اخبرتها انى شاعر حتى تهللت وسألتنى :

_ انت شاعر ! عن ماذا تدور قصائدك .. وهل تكتب فى الحب ؟

_ طالما ابحث عن الحب فى قصائدى .. ولكنى للاسف لم اجده

_ لماذا ؟ هل الحب صعب لهذه الدرجة ؟

_ بقدر نوع الحب الذى تبحثين عنه تكون درجة الصعوبة .. فمثلا انا لا ابحث عن الحب بأحساس مصطنع او مزيف .. او مجرد علاقات عابرة ... حتى انى لا افضل حب الطرف الواحد ؛ فهو اصعب انواع الحب

_ احيانا لا نمتلك القدرة على التمييز .. الحب يأتى بدون سابق انذار

_ الحب يأتى حينما ندعوه نحن ان يأتى .. فما معنى ان نحب من ليس لنا من البداية .. هكذا نصنع جرحا لانفسنا او للطرف الاخر

همهمت وابتسمت ولم تعقب , وبدأت نظراتنا لبعضنا غريبة نوعا ما ؛ نظرات انثوية تقابلها نظرات رجولية , عفوية جدا وبدون اى تزييف او ترتيب , لكن هل يمكن ان يحدث هذا فعلا ؟ .. هكذا سألت نفسى محاولا ان اجيب عن تساؤل العقل لما يحمله القلب ... نعم .. انا الذى اكتب فى قصائدى دوما عن مواقف شبيهه بهذا فعلا , أليس انا من اؤمن بهذا .. اذن فماذا عنها هى ؟

_ من دقايق كنا غريبان عن بعضنا .. والان نسير معا .. هل عندك تفسير؟ ... قالت بود قطع حبال تساؤلاتى قطعا ؛ فانتهزت الفرصة وصرت اتكلم وكأنى ابدأ فى كتابة قصيدة جديدة :

_ ليس عندى الا تفسير واحد .. اخاف اقوله

_ لا تخف .. قل ... هكذا ردت فى لهفة

_ اريد ان اسألك سؤال واحد قبل ان اقول

_ اسأل ..

همست : هل تعود الجمال ان يرافقك دوما هكذا !

حال وجهها الى اللون الاحمر كثمرة الطماطم ونظرت الى الارض فى دلال وابتسمت ... حتى اطلقت العنان للمشاعر فقلت : اتريدين ان اقول لك تفسير ما يحدث .. فى كلمه واحدة فقط ... احبك

توقفت بغتة وتسارعت انفاسها على نحو ما ثم رفعت رأسها الى السماء ونظرت لى نظرة كانت مزيج من المفاجأة والدهشة و الفرح ؛ فأنفرجت شفتاها بابتسامة على استحياء رسمت على وجهها اجمل معانى الكون ... كنت امامها اظل منتظرا حتى بدت انها ادركت انتظارى فما لبثت ان قدمت لى يديها الاثنتين كبساط ساحر فتلقيت اشارتها على الفور ومددت يدى واحتضنت يدها وقبلتهما وما هى الا ثانية حتى كنا كتلة واحدة من الحب . احتضنتها بقوة وحلقنا معا فى حركة دائرية , وكأننا نقول للعالم كله اننا نحب .. هكذا ببساطة .

لم يكن خيالى قادرا على ان يصل لهذا الحد الذى يجعلنى اتوقع حدوث كل هذا وفى هذه المدة القليلة , لم تكن بعيدة كل البعد ؛ فمنذ رأيتها اعجبت بها حتى تصاعدت حدة موجاتى العشقية , وتناثرت الكترونات الحب فى روحى حتى باتت النتيجة الحتمية لهذا التفاعل الداخلى هو اننى : احبها .. هكذا بكل بساطة , لكنى فقط لم اتخيل ان يكون رد فعلى بهذه السرعة . تضاعف حديثنا الودود فسألتى عن مكانى المفضل الذى اجلس فيه ليلا .. فأجبتها فى ود :

احب دائما الذهاب الى كافيتريا صبا على الكورنيش .. هدوء ونيل .. اشعر بالاسترخاء هناك .. وابنى عالمى الخاص .. هل تحبين ان تأتى معى الى هناك

_ بكل سرور طبعا .. على الاقل حتى اتعرف على عالمك الخاص هناك

_ سيعجبك جدا .. انا متأكد .. غدا نتقابل الساعه 7 مساء .. ونذهب الى كافيتريا صبا مع بعضنا ... هزت عنقها موافقة فى مرح .. فأستطردت : بحكم انى شاعر استطيع ان اقل لك بأنك اجمل قصيدة متجسدة رأيتها فى حياتى

نظرت لها برقة ورومانسية افلاطونية

_ ستقضى اجمل يوم فى حياتك .. اعدك

لم افلح ...

بخيبة امل قالها صديقنا , تنبهت له على الفور فأدركت اللحظة التى انا فيها الان ؛ واقفا انا واصدقائى مستندين على جانب سيارة متوقفة . نظرت امامى فوجدت الفتيات الاربع قد رحلوا ووصلوا الى اخر الشارع  وتسير بينهم .. امنية .. هل اسمها فعلا امنية ام كان الاسم مجرد هذى فى هذا الحلم الطويل ؟ .. لم اكن ادرى اى شىء , وسرنا انا واصدقائى نكمل باقى يومنا كالمعتاد , مستوعبا بأن كل ما حدث فى خاطرى هو مجرد غفوة سريعة , لكنها كانت غفوة رائعة بحق واجمل من الواقع .

وكانت هذه هى اخر مرة ارى فيها تلك الفتاة الجميلة قبل ان اراها ثانية فى اليوم التالى فى كافيتريا صبا على كورنيش النيل فى السابعة مساء .

.........

10/4/2013

10:18 مساء

الجمعة، 24 مايو 2013

احمر شفاه


امسكت بصندوق مكياجى امام المرأه  

واخترت منه احمر الشفاه

جميل ولامع .. لونه ساحر

حبيبى لى اهداه

مررت اطرافه على شفتاى

حتى تلونت الشفاه الى  منتهاه

يقولون بأننى جميله

وتتكلم عنى الافواه

لا يهمنى ان اكون فى عيون العالم جميله

بل ما يهمنى ان يعترف هو بأننى جميله

وهذا هو كل ما اتمناه

اصرخ فى كل من حولى

حينما يلمسون مكياجى

وحينما يلمسون فستانى

وحينما يستنشقون عطرى

فكل ما افعل .. وكل ما املك

هو لحبيبى الذى قليلا سألقاه

هو الذى لم اهو اى شىء من قبل

مثلما اهواه

فالعالم بدونه لا يكون عالما

فحين يكون معى

تكون معى الحياه

اطبع على وجهه قبله

تترك اثرا على احدى وجنتاه

يكتشف باسما وهو ينظر

فيرى قبلتى فى المرأه

ليعرف اين كان نصيبه

مما اشتراه

وكيف كانت شفاهى

لتخلد ذكرى حبنا

من احمر شفاه ,,,

......

خالد,,

الأربعاء، 3 أبريل 2013

فى تأبين قصيدة



كانت يوما معى

تولد من رحم اصبعى

حتى هجرت عالم القصائد

فرحلت انا وكل من معى

انها قصيده عذراء

طرازها من طراز السماء

افكارا تتقافز على رأسى

حتى تنبت قصيده مكتمله

من جوف المساء

ارقدى الان فى مثواك

ونامى بين الصفحات

كونتى اهراما بديعه

بنيانها حبر تشابك بالكلمات

قلم يسطر اشواقا

لعشرات الحبيبات

والمعجبات .. وربما عاهرات

يا ابنه الالهام

يا نتاج الامل والاحلام

يا عشرة الماضى والسنين والايام

ارقدى .. واسترخى بسلام

فليس لديك الان سوى الاستسلام

فقد هرب العشق من القلب

وران عصفور الالهام

الان تقرع اجراس الحذر

ويدق ناقوس الخطر

وقد اختبئت الشمس فى غربها

وقد اظلم القمر

وانطفأت النار الموقده

بسقوط حبات المطر

نعش القصيده فوق اكتاف شاعر

ينعيها بذكريات سهر الليل

وفناجين القهوه

وقلب محمل بالمشاعر

الان احمل قصيدتى اطوف بها

وسط احراش الريحان

ومن حولى حاملو المباخر

يحرسها المحبين

ويؤمنها العساكر

سافرى ولا تهتمى بشأنى

فأنا قد عشت مسافر

واعرف شعور المسافر

ارحلى ولا تعودى

واهجرى الدفاتر

فانا من اليوم

قد هجرت الشعر

واستقلت من منصب شاعر

...........

خـــــالـــــد عيــــــــد

الأحد، 24 مارس 2013

امرأة جديدة

احتاج الى امرأه جديده

لكى اكتب القصيده

فكل حرف

يحتاج الى همسه

وكل كلمه

تحتاج الى نبضه

وكل جمله

تحتاج الى بسمه

ومع كل شطر جديد

ليكتمل بيت القصيد

احتاج الى قلب و وريد

وكى تكتمل القصيده

احتاج الى امرأه جديده

... .

اقتربى .. اكثر

اكثر .. فأكثر

فكم اعشق

سير المرمر

اقتربى اكثر

كى انجو من ألام الدفتر

اقتربى منى فلا هواء لاتنفس

واتشوق لك .. لرائحه العنبر

كى لا يجف الدم فى الوريد

كى لا اموت فدا العشق

واكون شهيد

كى لا اتحجم فى نفسى

واصير اصغر

اقتربى ..

اقتربى اكثر

... .

اقفزى .. انفعلى

حبى .. اشتعلى

كونى انثى

فأنا لك .. وانتى لى

فأنا معتزل الكون

قابع فى البريه

ومعى السماء

وحدى .. بلا نساء

فكونى انتى لى النور

فأنتى المحبه .. وانتى الشعور

جاهل انا بشأن الدنيا

وشأن الامور

انتظرك كما ينتظر الغصن الطيور

رأيتك فأدركت كذبه القمر الواحد

وانما فى الحياه قمور

فى غياهب العزله

نسيت اسمى .. ونسيت عمرى

فكل شىء يتبخر

فكونى معى .. كى اتذكر

كونى معى

كى اتحضر

فأقتربى الان

اقتربى .. اكثر

....
خــــــــالــــــــــد عــــــــــــــيد 

الثلاثاء، 19 مارس 2013

كارمن ( قصة قصيرة )


تصدعت زوايا قلبى بالحب .. وليتنى ما احببت بهذه الطريقه .

لا ادرى ماذا اقول حقا .. لا احد سيصدقنى عندما اطرح مشكلتى .. ليست عندى القدره لاعلان مشكلتى لاحد .. باختصار هى مشكله لا ادرى ان كان هناك احد قادر على فهمها .. احد سيشعر بما كنت اشعر به .. ام انا وحدى الذى يعانى من ذلك ؟

انا احبها حب يفوق كل احتمالات الخيال .. انى لا اعشقها وحسب بل انى اذوب بها تمام الذوبان .. وهى ايضا تحبنى كثيرا .. لكن عندما اخذت قرارها كانت محقه .. كلكم محقون .. الا انا كنت الوحيد المخطىء .

هل تتخيلون كيف يصل الحب الى حد الكمال ؟ .. يصل الى حد التنزيه والتعبد ..هو حب ليس بالمعنى المقصود والبديهى انه ليس حب رجل لانثى فقط .. انما هو حب انسان لبحر عذب كبير .. او جبل شاهق ساحر .. او عصفور جميل الالوان مغرد .. كحب السماء الزرقاء الصافيه .. كحب الارض النابته بالخير .. هكذا كان حبى لكارمن .. والذى لم تكن تتقبله على نحو ما .

كارمن .. حبيبتى .. قطعة منتزعة من السماء فى وقت اشراقها .. مزينة بتغريدة عصفور شقي على اغصان شجرة الياسمين .. رقيقة .. هشة .. كان جمالها ابعد من احلم بأيناله .. رأيتها بطريقة مختلفة ليس كما ارى يوميا عشرات النساء او كما يراها الرجال .. لا احد مثلى شغله ذلك السحر الكامن فى اعماق عينيها .. يكاد صوتها لا يلامس طبلة اذنى .. بل الادق انه يلامس طبلة قلبى .. فحينما تتكلم لا اسمعها .. بل اسمع صوت الدهشة .

بدأ ذلك منذ فتره وفى تلك الليله الرائعه التى لم يفسدها سوى ما حدث .. كنا وحدنا بالغرفه بعد يوم ملىء بالحب والجمال .. كانت ترتدى فستانا رائعا .. ابيض هادىء مطرز بترتر رقيق كالنجوم .. وشعرها الذهبى منسدل برقه على كتفيها .. عيناها تداعبنى على استحياء .. ما اجمل وجهك الملائكى يا كارمن .. كنت امامها كأنسان يتعبد .. وقفت مستغرقا امام جمالك وروحى تصعد وتهبط مع دقات قلبى .. شعرت انك مدهوشه ومرتابه ومتوتره قليلا ... ماذا تنتظرين منى الان يا كارمن ؟ ما الذى كنتى تتوقعينه ان يحدث ؟ .. لا .. لا ياكارمن .. انا لا استطيع فعل ذلك معك ابدا .

ستظنون اننى ابالغ كثيرا واحلم كثيرا .. لكن هذا هو ما حدث بالفعل .. كيف وصل حبى لها لهذه الدرجه التى جعلتنى اعاملها كملاك سماوى او قطعه من نور .. شعرت فجأه انى ارتدى ثوب الرهبنه معها .. ومعها فقط .. لذلك هى كانت محقه فعلا حينما قررت ان تفارقنى وتنسانى للابد .. فالحب ليس فقط حب روح لروح وقلب لقلب وعقل لعقل .. بل انه ايضا حب جسد لجسد .. لكن فجأه احسست معها بوجوب كل انواع الحب عدا الحب الاخير هذا .. وهذا ما لم تفهمه كارمن بالطبع .

كيف لى ان اعبث بجسد هذا الملاك ؟ كيف لى ان اخترق انسجته وألوثه ؟ حتى وان كانت راضيه وتحب وتتشوق منى ذلك .. لا استطيع ان افعل ذلك يا كارمن .. دمعت عيناها وبكت بحرقه وشعرت بقلبها يتمزق بالبكاء .. انا لست كما تظنين يا كارمن .. انا مكتمل الرجوله لكن لا اعرف كيف وصل بى حبك لهذا التطرف فى الحب .. الحب المنزه عن الالتقاء الجسدى .. لا اتخيلك يا كارمن كبقيه النساء .. لم اتخيلك يوما عاريه الجسد امامى او انظر لتفاصيل جسدك بأشتهاء .. لم اكن معك كذلك ابدا يا كارمن .

  رجل اخر غيرى فى موضعى هذا لكان احالها لمجرد فتاة جميلة يمر على جسدها مرور الكرام .. يطارحها الفراش ويرحل غير عابىء بما فعله فى هذا الملاك البرىء الطاهر .. شعورى نحوها بالطهارة الخالصة احالنى الى راهب تجلت امامه كقطعة نور .. قطعة ذهب سقطت ككنز على رأسى .. احسست بأننى كأدم امام الشجرة العظيمة .. لكنى لن اخطىء مثلما اخطأ ادم واخذ التفاحة الشهية .. لن اخطىء يا كارمن فتمتد يدى لثمارك البهية .. فهيئة ملائكية بهذا النقاء لا يليق بها افعال بذيئة . لقد خشيت من حبها وارتضيت الفرار منها .. ورثت عنها جرحى الذى لا اعتقد ان تكون للايام قدرة على تطبيبه .. فجرح كارمن غير قابل للاندمال ابدا .

اذهبى وغادرى محيط مكانى وزمانى يا كارمن .. اكثر ما يؤلمنى هى دموعك المتناثره من حولى .. والتى تركتينها لتبقى اخر مشهد لك .. انا اسف ..اذهبى لمن يحبك حب طبيعى يا كارمن .. لمن ينظر لك كأنثى جميلة الجسد وبأمكانه ان يرتشف منه كيفما شاء ..اما انا فسأعود الى عالمى .. واعود الى نساء تقليدية امارس معهن فن الحب كما كنت افعل من قبل .. واتمنى ان احب بشكل طبيعى كما اتمنى ان لا تظهر كارمن اخرى فى حياتى .. وداعا ملاكى .. وداعا كارمن .

                      تمت ...
14/3/2013

السادسه صباحا

صدمة حب ! ( قصة قصيرة )


كانت نسمات الهواء تتمختر حولهما وهما جالسين فى كافيتريا الجامعه .. حينما اخبرها انه يريد ان يقول لها شيئا هاما وعاجلا .. ما جعلهما يفوتان محاضرتهما التى تلقى الان وهما جالسين فى الكافيتريا .

احمد و اسماء .. يعرف كل اعضاء الشله قدر الصداقه والتقارب بينهما والاسرار التى يفضى بها كل منهما للاخر .. حتى عندما كان يريد احد ان يعرف شيئا خاصا عن احمد كان يهرول الى اسماء وحينما تنفى اسماء معرفتها بالموضوع كانت تتردد بعدها جمله : ''احمد سره معاكى '' .

حينما هرول احمد نحوها يخبرها انه يريدها فى موضوع خاص جدا ويريد ان يعرف رأيها فى شىء ما يؤرقه .. لا تعرف اسماء لماذا تغير لونها ودق قلبها على هذا النحو ؟ .. احمد كان وجهه ينبض بالفرحه والسعاده .. شعرت ان لقائهما هذا يختلف عن كل اللقاءات السابقه .. حتى انه نادرا ما تفوته محاضره فضلا عن طلبه منها ان يفوتا محاضره هذا اليوم .

جلست امامه متشوقه لتعرف ما يخبئه فى جعبته .. وكان احمد مبتسما متورد الوجه لا يعرف من اى نقطه يبدأ سرد موضوعه .. حتى أتت اللحظه وفجر مفاجأته التى تلخصت فى جمله واحده : انا حبيت يا اسماء ! تغير وجه اسماء وشعرت ان قلبها ورئتيها وكل ما يحمله صدرها قد اهتز وارتجف رجفه شديده حتى اكمل احمد : اسمها سلمى معانا فى نفس المجموعه .. كان توابع زلزال احمد قد قطع امل انقاذ قلب اسماء من السقوط حتى هوى واستحال بين قدميها .. استأذنته اسماء فى الدخول الى الحمام وهرولت الى داخل الحمام ووقفت امام المرأه تنظر الى وجهها والدموع تغرق وجنتيها .. جففت دموعها وعدلت من مكياجها وتهيأت للخروج.. لكنها تهاوت بجانب الحائط وجلست على الارض وضمت قدميها الى صدرها وبكت بكاءا حارا .

...............

بقلم/ الشاعر والكاتب خالد عيد

الثلاثاء، 5 مارس 2013

غير قابل للنسيان ! ( قصة قصيرة )

أهذا ما جعل الشك يأكل قلبك يا رامى ؟ أهذا ما اصبح يؤرق حياتكما ؟ لماذا كل هذا الضيق والتفكير والاصرار على قرارك ؟ كل هذا لانك عرفت هذا مؤخرا ؟ انت عشت معها الى الان لخمس سنوات .. وطول هذه الفتره وانت تعيش معها فى سعاده وسلام وحب .. وتحكى وتتحاكى عن اخلاقها وادبها الجم معك ومع غيرك .. تتحدث دائما عن مثاليتها فما الذى تغير ؟ .. بكل صدق هل شعرت يوما بشىء منها ازعجك ؟ انت لم تكن تشعر معها سوى بالسعاده والحب فى كل شؤون الحياه .. حتى فى الليالى الساخنه وعلاقتكما الحميميه فى السرير .. هل كانت فظه وبارده بلا احساس ام كانت رقيقه ومشاعرها ملتهبه دوما و تشعرك بأنها انثى بحق ؟ .. هل كنت تشعر بالرتابه والملل معها ام ان اجادتها فى الممارسه كانت تبهرك ؟ .. اذن ما هى المشكله .. اهدأ .. اهدأ .. الموضوع بسيط ولا يتطلب منك كل هذا الغضب .. فقط تعامل معه ببساطة . 
ما المشكله وما الذى تغير عندما عرفت ان ايمان زوجتك العزيزه كانت لها علاقات قبل زواجك منها .. حينما كنت تجلس مع صديق قديم كان مسافرا منذ اكثر من خمس سنوات .. اى انه لم يحضر فرحك ولا يعرف زوجتك .. حينما اخبرته انت انك تزوجت وبارك لك وداعبك حينما قال : اخيرا هديت .. عشان تبطل شقاوه ... وقتها عرضت عليه فكره الزواج ايضا لكنه رفض الفكره تماما مبديا سعادته بجو العزوبيه والحريه التى يعيشهما ... وما الذى قاله لك بعد ذلك وازعجك لهذه الدرجه ؟ .. حينما تذكرتم ايامكما فى الماضى كان يسأل عن الرفيقات القديمات وما الذى طرأ عليهن جديد .. اخبرته انت عن فاتن التى سافرت .. وعن سلمى التى مازالت تنتظر الفرج .. وحينما سألك عن بنت اخبرك انه كان على علاقه بها فسألته عن اسمها فأجابك بكل صراحه بأن '' ايمان '' .. وقتها اربد وجهك وتغيرت ملامحه لكنك سرعان ما تجاوزت الحاله ورحت تسأله عما يعرفه عن '' ايمان '' بأهتمام شديد بينما كنت تفتح زجاجه النبيذ .
اهدأ .. اهدأ .. هذا مجرد ماضى وانتهى .. ما المشكله فيما عرفته من صديقك .. قال لك ان '' ايمان '' هذه كانت عشيقته بل ليست عشيقته وحده انما كان لقبها فى شله الانس عاهره .. هل ازعجتك الكلمه حقا ؟ فقط انسى انه قالها او افترض انه يتحدث عن امرأه اخرى .. اكمل يا ناجى .. هكذا طالبته انت .. فأستطرد ناجى وحكى لك تاريخ '' ايمان '' كله .. حكى لك عن ما فعله معها فى تلك الليله فى السينما .. وكيف انه يعشق تلك المداعبه اللذيذه فى الظلام وكيف كان يعبث بجسدها الجميل متخللا بيده لداخل ملابسها .. فيعصر نهديها الكبيرين وهى تتأوى بصوت خافت حتى لا ينكشف الامر .. قال لك انه لم يكن يكتفى بهذا فقط بل انه كان يأخذها الى الحمام بعد ان يطبق ورقه من فئه العشرين جنيه فى يد الخادم ليسمح لهما بدخول الحمام ويستمتعا بل ويقف ذلك الخادم خارج الحمام ويهيأ لهما جو هادىء .. حكى لك عن لقائهما فى الحمام وكيف انه انزل بنطلونها الى ركبتيها واخذ يلعق شفتاها بينما عضوه يخترقها وهى مغمضه العينين ... اهدأ .. اهدأ .. لماذا لا تصب لك كأس نبيذ اخر الان ؟ .. لا تفكر فيما يقوله ناجى على زوجتك .. اعتبرها ليست زوجتك .. جميل .. فقط اهدأ .. لا تنكر انك انتابتك لذه غريبه ومتعه خفيه وانت تستمع لناجى والا فكنت طلبت منه _ ان كنت حقا منزعجا _ بأن يصمت .. لكنك كنت تطالبه بالمزيد .. لا تخجل .. واهدأ فمازال فى جعبه ناجى الكثير كى يحكيه ومازالت ايضا زجاجه النبيذ امامك ممتلئه.
قام من مكانه بعد ان شاط غضبا والقى الكأس التى فى يده ليتفرق جسدها مدوياعلى الارض واطاح بزجاجة النبيذ على رأس ناجى يحطمها واخذ ويلكمه ويركله و.... لحظة .. لحظة .. هذا كله ليس ما فعله رامى على الاطلاق .. وانما هكذا دار بذهنه وهو يستمع لناجى .. لكنه سرعان ما طردها من خياله فورا .. واخذ يتجرع كأسات النبيذ فى صمت مرير وهو ينصت بأهتمام الى ناجى .
 اخبرك بأنه ليس هو وحده الذى يفعل ذلك مع ايمان .. بل دهشت انت عندما قال لك انه عرفها وهى ليست عذراء ... اهدأ .. اهدأ .. تجرع كأس اخر من النبيذ افضل لك الان .
بماذا تشعر الان يا رامى ؟ ها انت قد انهيت زجاجه النبيذ بأكملها .. ألازلت مصرا على قرارك ؟ .. انت الان تجلس على الاريكه والساعه قد قاربت الثانيه بعد منتصف الليل وزوجتك ايمان قد نامت بعد ان اتصلت بك مرارا فبعثت لها برساله تؤكد انك ستتأخر فنامت هى .. انظر يا رامى على المنضده .. ماذا ترى ؟ .. عشاء مغطى وكوب من عصير البرتقال .. أرأيت كيف تحبك .
فتحت باب الغرفه ونظرت اليها مليا وهى نائمه كملاك جميل .. ترتدى قميص نومها الوردى وساقيها عاريتين بيضاء كالثلج امامك .. تنظر لها بعتاب فيما كانت كلمات ناجى تدق بشده على عقلك ... '' عصرت نهديها الكبيرين فى يدى '' ... ''كانت تلقب بالعاهره '' ... '' فى لقائى الاول معها كانت ليست عذراء '' ... بدأ مفعول كؤوس النبيذ يتبخر من عقلك .. طالت وقفتك ودموعك اخذت تجرى على وجنتيك .. نحيبك المتزايد اوقظها .. فتحت عينيها فرأتك تقف بجانبها .. ابتسمت فى البدايه ثم تنبهت لبكائك .. قامت منتفضه واشعلت الاباجوره .. فرأت دموعك بوضوح فأحتضنتك بقوه وعلى وجهها علامات الذعر .. فيما كنت ثابتا فى مكانك منهمكا فى البكاء وهى تحتضنك كالطفل الصغير .. ودموعك تنهمر بحرقه ولا زالت بضع كلمات تصدح فى رأسك ... '' عصرت نهديها '' ... '' كانت ليست عذراء '' ... '' عاهره '' ... '' عاهره '' ... '' عاهره '' .
........
خالد عيد
28/2/2013
4:03 صباحا